رجل من قريش إلى خلتين إلا أخذت منه إحداهما قال أجل فقال له علي بن أبي طالب فإني أدعوك إلى الله والى رسوله والى الإسلام قال لا حاجة لي بذلك قال فإني أدعوك إلى النزال قال ولم يا ابن أخي فوالله ما أحب أن أقتلك قال علي ولكني والله أحب أن أقتلك فحمي عمرو وعند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه ثم اقبل على علي فتناولا وتجاولا فقتله علي فخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة وقتل مع عمرو رجلان منبه بن عثمان بن عبيد بن السباق بن عبد الدار أصابه سهم فمات منه بمكة ونوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وكان اقتحم الخندق فتورط فيه فرموه بالحجارة فقال يا معشر العرب قتله أحسن من هذا فنزل إليه علي فقتله فغلب المسلمون على جسده فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم جسده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في جسد وثمنه فشأنكم به فخلى بينهم وبينه قالت عائشة أم المؤمنين كنا يوم الخندق في حصن بني حارثة وكان من احرز حصون المدينة وكانت أم سعد بن معاذ معنا في الحصن وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب فمر سعد بن معاذ وعليه درع مقلصة قد خرجت منها ذراعه كلها وفي يده حربة وهو يقول شعر (لبث قليلا ندرك الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الاجل) فقالت له أمه الحق يا بني فقد والله أجزت قالت عائشة فقلت لها يا أم سعد والله لوددت أن درع سعد كانت اسبغ مما هي قالت وخفت عليه حيث أصاب السهم منه قالت فأرمي سعد يومئذ بسهم وقطع منه الاكحل رماه خباب بن قيس العرقة أحد بني عامر بن لؤي فلما أصابه قال خذها وأنا ابن العرقة فقال سعد عرق الله وجهك في النار ثم قال سعد اللهم أن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم من قوم هم آذوا رسولك وكذبوه واخرجوه وان كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فأجعله لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة وكانوا خلفاءه ومواليه في الجاهلية وقال محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال كانت صفية بنت عبد المطلب في قارع حصن حسان بن ثابت قالت وكان حسان معني فيه مع النساء والصبيان قالت صفية فمر بنا رجل من اليهود فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة فقطعت ما بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيننا وبين أحد يدفع عنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم إذا اتانا آت قالت فقلت يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن واني والله لم آمنه بأن يدل على عوراتنا من وراءنا من يهود وقد شغل عنار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فانزل إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا قالت فلما قال لي ذلك ولم ار عنده شيئا اعتجرت ثم أخذت عودا ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن فقلت يا حسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعون من سلبه لأنه رجل قال ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب قالوا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما وصف الله تعالى من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم ثم أن نعيم بن مسعود بن
(٥١٣)