تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٥
سورة الأحزاب مدينة وهي ثلاث وسبعون آية بسم الله الرحمن الرحيم سورة الأحزاب (1 4) 1 (يا أيها النبي اتق الله) نزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور وعمرو بن سفيان السلمي وذلك أنهم قدموا المدينة فنزلوا على عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين بعد قتال أحد وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان على أن يكلموه فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وعنده عمر بن الخطاب ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة وقل إن لها شفاعة لمن عبدها وندعك وربك فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله إئذن لنا في قتلهم فقال إني قد أعطيتهم الأمان فقال عمر اخرجوا في لعنة الله وغضبه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر أن يخرجهم من المدينة فأنزل الله تعالى (يا أيها النبي اتق الله) أي دم على التقوى كالرجل يقول لغيره وهو قائم قم ههنا أي أثبت قائما وقيل الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة وقال الضحاك معناه اتق الله ولا تنقض العهد الذي بينك وبينهم (ولا تطع الكافرين) من أهل مكة يعني أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور (والمنافقين) من أهل المدينة عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد وطعمة (إن الله كان عليما) لخلقه قبل أن يخلقهم (حكيما) فيما دبره لهم 2 (واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا) قرأ أبو عمرو (يعملون خبيرا) و (يعملون بصيرا) بالياء فيهما وقرأ غيره بالتاء 3 (وتوكل على الله) ثق بالله (وكفى بالله وكيلا) حافظا لك وقيل كفيلا برزقك قوله عز وجل 4 (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) نزلت في أبي معمر جميل بن معمر الفهري وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع فقالت قريش ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلا وله قلبان وكان يقول إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فلما هزم الله المشركين يوم بدر انهزم أبو معمر فيهم فلقيه أبو
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»