تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥١١
من النصب والجوع قال اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا مجيبين له (نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا) وأخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسلم بن إبراهيم أنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبر بطنه أو اغبر صدره وهو يقول (والله لولا ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا) (فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا) (إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا) ورفع بها صوته أبينا أبينا رجعنا إلى حديث ابن إسحاق قال فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة من الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تابعهم من بني كنانة وأهل تهامة وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نعمى إلى جانب أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب هنالك عسكره والخندق بينه وبين القوم وأمر بالنساء والذراري فرفعوا في الآطام وخرج عدو الله حيي بن أخطب من بني النضير حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم وكان قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وعاهده على ذلك فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه حصنه فاستأذن عليه حيي فأبى أن يفتح له فناداه حيي يا كعب افتح لي فقال ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤم وإني قد عاهدت محمدا فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا قال ويحك افتح لي أكلمك قال ما أنا بفاعل قال والله إن أغفلت دوني إلا على حشيشتك أن آكل معك منها فاحفظ الرجل أنزلتهم بمجتمع الأسيال من دومة بغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نعمى إلى جانب أحد وقد عاهدوني وعاقدوني أن لا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدا ومن معه قال له كعب بن أشد جئتني والله بذل الدهر وبجام قد هراق ماؤه برعد وبرق وليس فيه شيء فدعني ومحمدا وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء فلم يزل حيي بن أخطب بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمح له على أن أعطاه من الله عهدا وميثاقا ووفاء لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب بن أسد عهده وتبرأ مما كان عليه فيما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر والى المسلمين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أحد بني عبد الأشهل وهو يومئذ سيد الأوس وسعد بن عبادة أحد بني ساعدة وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة أخو الحرث بن الخزرج وخوات بن جبير أخو بني عمرو بن عوف فقال انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا فإن كان حقا فالحنوا لي لحنا
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»