تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٢
طاعتي وهو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال عطاء عن ابن عباس يريد أبا بكر وذلك أنه حين أسلم أتاه عثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فقالوا له قد صدقت هذا الرجل وآمنت به قال نعم هو صادق فآمنوا به ثم حملهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلموا فهؤلاء لهم ساقة الإسلام اسلموا بإرشاد أبي بكر قال الله تعالى (وابتع سيل من أناب إلي) يعني أبا بكر (صم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) وقيل نزلت هاتان الآياتان في سعد بن أبي وقاص وأمه وقد مضت القصة وقيل الآية عامة في حق كافة الناس سورة لقمان 16 17 16 (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل) الكناية في قوله (إنها) راجعة إلى الخطيئة وذلك إن ابن لقمان قال لأبيه يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله فقال (يا بني إن تك مثقال حبة خردل فتكن في صخرة) قال قتادة تكن في جبل وقال ابن عابس في صخرة تحت الأرضين السبع وهوي التي يكتب فيها أعمال الفجار وخضرة السماء منها قال السدي خلق الله الأرض على حوت وهو النون الذي ذكر الله عز وجل في القرآن ن والقلم والحوت في الماء والماء ظهر صفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض والخصرة على الرييح (أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف) باستخراجها (خبير) عالم بمكانها قال الحسن معنى الآية هو الإحاطة بالأشياء صغيرها وكبيرها وفي بعض الكتب إن هذه الكلمة آخر كلمة تكلم بها لقمان فانشقت مرارته من هيبتها فمات رحمه الله 17 (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وإنه عن المنكر واصبر على ما أصابك) يعني من الأذى (إن ذلك من عزم الأمور) يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى فيهما من الأمور الواجبة التي أمر الله بها أو من الأمور التي يعزم عليها لوجوبها 18 (ولا تصغر خدك للناس) وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ولا تصعر) بتشديد العين من غير ألف وقرأ الآخرون (تصاعر) بالألف يقال صعر وجهه وصاعر إذا مال وأعرض تكبرا ورجل أصعر أ ي مائل العنق قال ابن عباس يقول لا تتكبر فتحقر الناس وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك وقال
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»