خليفة في الأرض لتحكم بين الناس بالحق فأجاب الصوت فقال إن خيرني ربي قلت قبلت العافية ولم أقبل البلاء وإن عزم علي فسمعا وطاعة فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعصمني فقالت الملائكة بصوت لا يراهم لما يا لقمان قال لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها يغشاها الظلم من كل مكان أن يعن فبالأحرى أن ينجو وإن أخطأ طريق الجنة ومن يكن في الدنيا ذليلا خير من أن يكون شريفا ومن تخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب الآخرة فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة أعطى الحكمة فانتبه وهو يتكلم بها ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط ما اشترطه لقمان فهوى في الخطيئة غير مرة كل ذلك يعفو عنه وان لقمان يؤازره بحكمته وعن خالد الربعي قال كان لقمان عبدا حبشيا نجارا وقال سعيد بن المسيب كان خياطا وقيل كان راعي غنم فروي أنه لقيه رجل وهو يتكلم بالحكمة فقال ألست فلانا الراعي فبم بلغت ما بلغت قال بصدق الحديث وأداء الأمانة وترك مالا يعنيني وقال مجاهد كان عبدا أسود عظيم الشفتين مشقق القدمين قوله عزز وجل (أن اشكر الله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فغن الله غني حميد) 13 (وإذ قال لقمان لابنه) واسمه أنعم ويقال مشكم (وهويعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) قرأ ابن كثير (يا بني لا تشرك بالله) بإسكان الياء وفتحها حفص والباقون بالكسر (يا بني إنها) بفتح الياء حفص والباقون بالكسر (يا بني أقم الصلاة) بفتح الياء البزي عن ابن كثير وحفص وبإسكانها القواس والباقون بكسرها 14 (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهن على وهن) قال ابن عباس شدة بعد شدة وقال الضحاك ضعفا على ضعف قال مجاهد مشقة على مشقة وقال الزجاج المرأة إذا حملت توالى عليها الضعف والمشقة ويقال الحمل ضعف والطلق ضعف والوضع ضعف (وفصاله) أي فطامه (في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) المرجع قال سفيان بن عيينة في هذه الآية من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات الخمس فقد الوالدين 15 (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها وصحبهما في الدنيا معرفا) أي بالمعروف وهو البر و الصلة والعشرة الجميلة (واتبع سبيل من أناب إلي) أي دين من أقبل إلى
(٤٩١)