تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٨١
للعالمين) قرأ حفص (للعالمين) بكسر اللام سورة الروم 23 27 23 (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله) أي منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار بالنهار أي تصرفكم في طلب المعيشة (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) سماع تدبر واعتبار 24 (ومن آياته يريكم البرق خوفا) للمسافر من الصواعق (وطمعا) للمقيم في المطر (وينزل من السماء ماء فيحي به) يعني بالمطر (والأرض بعد موتها) أي بعد يبسها وجدوبتها (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) 25 (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) قال ابن مسعود قامتا على غير عمد بأمره وقيل يدوم قيامها بأمره (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض) قال ابن عباس من القيور (إذا أنتم تخرجون) منها وأكثر العلماء على أن معنى الآية ثم إذا دعاكم دعوة إذا أنتم تخرجون من الأرض 26 (وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) مطيعون قال الكلبي هذا خاص لمن كان منهم مطيعا عن ابن عباس كل له مطيعون في الحياة والبقاء والموت والبعث وإن عصوا في العبادة 27 (وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده) يخلقهم أولا ثم يعيدهم بعد الموت للبعث (وهو أهون عليه) قال الربيع بن خيثم وقتادة والكلبي أي هو هين عليه وما شيء عليه بعزيز وهو رواية العوفي عن ابن عباس وقد يجيء أفعل بمعنى الفاعل كقول الفرزدق (إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول) أي عزيزة طويلة وقال مجاهد وعكرمة وهو أهون عليه أي أبسر ووجهه أنه على طريق ضرب المثل أي هو أهون عليه على ما يقع في عقولكم فإن الذي يقع في عقول الناس أن الإعادة تكون أهون من الإنشاء أي الابتداء وقيل هو أهون عليه عندكم وقيل هو أهون عليه أي على الخلق يقومون بصيحة واحدة فيكون أهون عليهم من أن يكونوا نطفا ثم علقا ثم مضغا إلى أن يصيروا رجالا ونساء وهذا معنى رواية ابن حيان عن الكلبي عن أبي صالح ابن عباس (وله المثل الأعلى) أي الصفة العليا (في السماوات والأرض) قال ابن عباس هي أنه ليس كمثله شيء وقال قتادة هي أنه لا إله إلا هو (وهو العزيز) في ملكه (الحكيم) في خلقه
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»