تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٣
مجاهد هو الرجل يكون بينك وبينه إحنة فتلقاه فيعرض عنك بوجهه وقال عكرمة هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه تكبرا وقال الربيع بن أنس وقتادة ولا تحقرن الفقراء ليكن الفقر والغنى عندك سواء (ولا تمش في الأرض مرحا) خيلاء تكبرا (إن الله لا يحب كل مختال) في مشيه (فخور) على الناس 19 (واقصد في مشيك) أي ليكن مشيك قصدا لا تخيلا ولا إسراعا وقال عطاء امش بالوقار والسكينة كقوله (يمشون على الأرض هونا) (واغضض من صوتك) وقال مقاتل اخفض صوتك (إن أنكر الأصوات) أقبح الأصوات (لصوت الحمير) أوله زفير وآخره شهيق وهما صوتا أهل النار وقال موسى بن أعين سمعت سفيان الثوري يقول في قوله (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) قال صياح كل شيء تسبيح لله إلا الحمار وقال جعفر الصادق في قوله (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) قال هي العطسة القبيحة المنكرة قال وهب تكلم لقمان عبدا حبشيا فدفع مولاه إليه شاة وقال اذبحها وائتني بأطيب مضغتين منها فأتاه باللسان والقلب ثم دفع إليه شاة أخرى وقال اذبحها وائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه باللسان والقلب فسأله مولاه فقال ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا 20 (قوله تعالى (ألم تروا أنا لله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم) أتم وأكمل (نعمه) قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وحفص (نعمه) بفتح العين وضم الهاء على الجمع وقرأ الآخرون منونة على الواحد معناها الجمع أيضا كقوله (وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها) (ظاهرة وباطنة) قال عكرمة عن ابن عباس النعمة الظاهرة الإسلام والقرآن والباطنة ما ستر عليك من الذنوب ولم يعجل عليك بالنقمة وقال الضحاك الظاهرة حسن الصورة وتسوية الأعضاء والباطنة المعرفة وقال مقاتل الظاهرة تسوية الخلق والرزق والإسلام والباطنة الإيمان وقال الربيع الظاهرة الجوارح والباطنة والقلب وقيل الظاهرة الإقرار باللسان والباطنة الإعتقاد بالقلب وقيل الظاهرة الإمداد بالملائكة والباطنة إلقاء الرعب في قلوب الكفار وقال سهل بن عبد الله الظاهرة اتباع الرسول والباطنة محبته (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) نزلت في النضر بن الحارث وأبي بن خلف وأمية بن خلف وأشباههم
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»