تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٧
سورة السجدة مكية وهي ثلاثون آية قال عطاء إلا ثلاث آيات من قوله (أفمن كان مؤمنا) غلى آخر ثلاث آيات بسم الله الرحمن الرحيم سورة السجدة (1 5) 1 2 (ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) قال مقاتل لا شك فيه أنه تنزيل من رب العالمين 3 (أم يقولون) بل يقولون (افتراه) وقيل الميم صلة آي يقولون افتراه استفهام توبيخ وقيل أم بمعنى الواو أي يقولون افتراه وقيل فيه إضمار مجازفهم يؤمنون أم يقولون افتراه ثم قال (بل هو) يعني القرآن (الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم) يعني لم يأتيهم (من نذير من قبلك) قال قتادة كانوا أمة أمية لم يأتيهم نذير قبل محمد صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس ومقاتل ذاك في الفترة التي كانت بين عيسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وسلم (لعلهم يهتدون) 4 (الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا يتذكرون) 5 (يدبر الأمر) أي محكم الأمر وينزل القضاء والقدر (من السماء إلى الأرض) وقيل ينزل الوحي مع جبريل من السماء غلى الأرض (ثم يعرج) يصعد (إليه) جبريل بالأمر (في يوم كان مقداره ألف سنة مما توعدون) أي في يوم واحد من أيام الدنيا وقدره مسيرة سنة خمسمائة نزوله وخسمائة صعوده لأن ما بين السماء والأرض خمسمائة عام يقول لو سار فيه أحد من بني آدم لم يقطعه إلا في الف سنة والملائكة يقطعون في يوم واحد هذا في وصف عروج الملك من الأرض إلى السماء وأما قوله (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) أراد مدة
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»