تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٧
من خلاله) وسطه (فإذا أصاب به من يشاء) أي بالودق (من عباده إذا هم يستبشرون) يفرحون بالمطر 49 (وإن كانوا) وقد كانوا (من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين) أي آيسين وقيل وإن كانوا أي وما كانوا إلا مبلسين وأعاد قوله من قبل تأكيدا وقيل الأولى ترجع إلى إنزال المطر والثانية إلى إنشاء السحاب وفي حرف عبد الله بن مسعود وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم لمبلسين غير مكرر 50 (فانظر إلى آثار رحمة الله) هكذا قرأ أهل الحجاز والبصرة وأبو بكر وقرأ الآخرون (إلى آثار رحمة الله) على الجمع أراد برحمة الله المطر أي انظر إلى حسن تأثيره في الأرض قال مقاتل أثر رحمة الله أي نعمته وهو النبت (كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى) يعني أن ذلك الذي يحي الأرض لمحيي الموتى (وهو على كل شيء قدير) 51 (ولئن أرسلنا ريحا) باردة مضرة فأفسدت الزرع (فرأوه مصفرا) أي والنبت والزرع مصفرا بعد الخضرة (لظلوا) لصاروا (من بعده) أي من بعد اصفرار الزرع (يكفرون) يجحدون ما سلف من النعمة يعني أنهم يفرحون عند الخصب ولو أرسلت عذابا على زرعهم جحدوا سالف نعمتي 52 (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) 53 (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون) 54 (الله الذي خلقكم من ضعف) قرئ بضم الضاد وفتحها فالضم لغة قريش والفتح لغة تميم ومعنى من ضعف أي من نطفة يريد من ذي ضعف أي من ماء ذي ضعف كما قال تعالى (ألم نخلقكم من ماء مهين) (ثم جعل من بعد ضعف قوة) من بعد ضعف الطفولية شبابا وهو وقت القوة (ثم جعل من بعد قوة ضعفا) وشيبة يخلق ما يشاء) من الضعف والقوة والشباب والشيبة (وهو العليم) بتدبير خلقه (القدير) على ما يشاء
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»