تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٥
أن ينفذ فينقطع فنزلت (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) أي بريت أقلاما (والبحر يمده) قرأ أبو عمرو ويعقوب (والبحر) بالنصب عطفا على (ما) والباقون بالرفع على استئناف (يمده) أي يزيده وينصب فيه (من بعده) من خلفه (سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله) وفي الآية اختصار تقديره ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر يكتب بها كلام الله ما نفذت كلمات الله (إن الله عزيز حكيم) وهذه الآية على قول عطاء بن يسار مدنية وعلى قول غيره مكية وقالوا إنما أمر اليهود وفد قريش أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولا له ذلك وهو بعد بمكة والله أعلم سورة لقمان 28 32 28 (ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة) أي كخلق نفس واحدة وبعثها لا يتعذر عليه شيء (إن الله سميع بصير) 29 (ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن اله بما تعلمون خبير) 30 (ذلك بأن الله هو الحق) أي ذلك الذي ذكرت لتعلموا أن الله هو الحق (وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن اله هو العلي الكبير) 31 (ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله) إن ذلك من نعمة الله عليكم (ليريكم من آياته) عجائبه (إن في ذلك لآيات لك صبار) على أمر الله (شكور) لنعمه 32 (وإذا غشيتهم موج كالظلل) قال مقاتل كالجبال وقال الكلبي كالسحاب والظل جمع الظلة شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها وجعل الموج وهو واحد كالظل وهي جمع لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء (دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد) أيعدل موف في البر بما عدل موف في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له يعني ثبت على إيمانه قبل نزلت في عكرمة بن أبي جهل هرب عام الفتح إلى البحر فجاءتهم ريح عاصف فقال عكرمة لئن أنجانا الله من هذا لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولأضعن يدي في يده فسكنت الريح فرجع عكرمة إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه وقال مجاهد فمنهم
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»