سورة العنكبوت 19 25 19 (أولم يروا كيف يبدىء الله الخلق) كيف يخلقهم ابتداء نطة ثم علقة ثم مضغة (ثم يعيده) في الآخرة بعد البعث (إن ذلك على الله يسير) 20 (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) فانظروا إلى ديارهم وآثارهم كيف بدأ خلقهم (ثم الله ينشئ النشأة الآخرة) أي ثم الله الذي خلقها ينشئها نشأة ثانية بعد الموت فكما لم يتعذر عليه إحداثها مبدئا لا يتعذر عليه إنشاؤها معيدا قرأ ابن كثير وأبو عمرو (النشأة) بفتح الشين ممدودة حيث وقعت وقرأ الآخرون بسكون الشين مقصورة نظيرها الرأفة والرآفة (إن الله على كل شيء قدير) 21 (يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون) تردون 22 (وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء) فإن قيل ما وجه قوله (ولا في السماء) والخطاب مع الآدميين وهم ليسوا في السماء قال الفراء معناه ولا من في السماء بمعجزة كقول حسان بن ثابت (فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء) أراد من يمدحه ومن ينصره فأضمر من يريد لا يعجزه أهل الأرض في الأرض ولا أهل السماء في السماء وقال قطرب معناه وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء لو كنتم فيها كقول القائل ما يفوتني فلان ههنا ولا بالبصرة أي ولا بالبصرة لو كان لها (ومالكم مندون الله من ولي ولا نصير) أيمن ولي يمنعكم مني ولا نصير ينصركم من عذابي 23 (والذين كفروا بآيات الله ولقائه) بالقرآن وبالبعث (أولئك يئسوا من رحمتي) جنتي (أولئك لهم عذاب أليم) فهذه الآيات في تذكير أهل مكة وتحذيرهم وهي معترضة في قصة إبراهيم ثم عاد إلى قصة إبراهيم فقال جل ذكره 24 (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجأه الله من النار) وجعلها عليه بردا وسلاما (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) يصدقون 25 (وقال يعني إبراهيم لقومه (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم) قرأ ابن كثير والكسائي
(٤٦٤)