وأو عمرو ويعقوب (مودة) رفعا بلا تنوين (بينكم) خفضا بالإضافة على معنى إن الذين اتخذتم من دون الله أوثانا هي مودة بينكم (في الحية الدنيا) ثم هي تنقطع ولا تنفع في الآخرة وقرأ حمزة وحفص (مودة) نصبا بغير تنوين على الإضافة بوقوع الاتخاذ عليها وقرأ الآخرون (مودة) منصوبة منونة بينكم بالنصب معناه إنكم اتخذتم هذه الأوثان مودة بينكم في الحياة الدنيا تتواردون على عبادتها وتتواصلون عليها في الدنيا (ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) تتبرأ الأوثان من عابديها وتتبرأ القادة من الأتباع القادة (ومأواكم) جميعا العابدون والمعبودون (النار وما لكم من ناصرين) سورة العنكبوت 26 29 26 (فآمن له لوط) يعني صدقة وهو أول من صدق إبراهيم وكان ابن أخيه (وقال) يعني إبراهيم (إني مهاجر إلى ربي) فهاجر من كوثى وهو من سواد الكوفي إلى حران ثم إلى الشام ومع لوط امرأته سارة وهو أول من هاجر قال مقاتل هاجر إبراهيم عليه السلام وهو ابن خمس وسبعين سنة (إنه هو العزيز الحكيم) 27 ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب) يقال إن الله لم يبعث نبيا بعد إبراهيم إلا من نسله (وآتيناه أجره في الدنيا) وهو الثناء الحسن فكل أهل الأديان يتولونه وقال السدي هو الولد الصالح وقيل هو أنه رأى مكانه في الجنة (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) أي في زمرة الصالحين قال ابن عباس مثل آدم ونوح 28 قوله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه أئنكم) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر (أئنكم) بالاستفهام وقرأ الباقون بلا استفهام واتفقوا على استفهام الثانية (لتأتون الفاحشة) وهي إتيان الرجال (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) 29 (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) وذلك أنهم كانوا يفعلون الفاحشة بمن يمر بهم من
(٤٦٥)