تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٩
الحساب إلى الجنة والنار فلا يجتمعون أبدا 15 (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة) وهي البستان الذي في غاية النضارة (يحبرون) قال ابن عباس يكرمون وقال مجاهد وقتادة ينعمون وقال أبو عبيدة يسرون والحبرة السرور وقيل الحبرة في اللغة كل نعمة حسنة والتحبير التحسين وقال الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير تحبرون هو السماع في الجنة وقال الأوزاعي إذا أخذ في السماع لم يبق في الجنة شجرة إلا وردت وقال ليس أحد من خلق الله أحسن صوتا من إسرافيل فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سماوات صلاتهم وتسبيخهم 16 (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) أي البعث يوم القيامة (فأولئك في العذاب محضرون) 17 قوله تعالى (فسبحان الله) أي سبحوا الله ومعناه صلوا لله (حين تمسون) أي تدخلوا في المساء وهو صلاة المغرب والعشاء (وحين تصبحون) أي تدخلون في الصباح وهو صلاة الصبح 18 (وله الحمد في السماوات والأرض) قال ابن عباس يحمده أهل السماوات والأرض ويصلون له (وعشيا) أي صلوا لله عشيا يعني صلاة العصر (وحين تظهرون) تدخلون في الظهيرة وهو الظهر قال نافع بن الأزرق لابن عباس هل تجد صلاة الخمس في القرآن قال نعم وقرأ هاتين الآيتين وقال جمعت الآية صلاة الخمس ومواقيتها أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده في أول النهار وآخره ومائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر ثنا السري بن خزيمة البيرودي ثنا المعلى بن أسعد أنا عبد العزيز بن المختار عن سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»