تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦١
5 (من كان يرجو لقاء الله) قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ومقاتل من كان يخشى البعث والحساب والرجاء بمعنى الخوف وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه من كان يطمع في ثواب الله (فإن أجل الله لآت) يعني ما وعد الله من الثواب والعقاب وقال مقاتل يعني يوم القيامة لكائن ومعنى الآية أن من يخشى الله أو يأمله فليستعد له وليعمل لذلك اليوم كما قال (فمن كان يرجو لقاء لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) الآية (وهو السميع العليم) سورة العنكبوت (6 8) 6 (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) له ثوابه والجهاد هو الصبر على لاشدة ويكون ذلك في الحرب وقد يكون على مخالفة النفس (إن الله لغني عن العالمين) عن أعمالهم وعباداتهم 7 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) لنبطلنها يعني حتى تصبر بمنزلة ما لم يعمل فالتكفير إذهاب السيئة بالحسنة (ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون) أي بأحسن أعمالهم وهو الطاعة وقيل نعطيهم أكثر مما عملوا وأحسن كما قال (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) 8 قوله عز وجل (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) أي برأ بهما عطفا عليهما معناه ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن نزلت هذه الآية والتي في سورة لقمان والأحزاب في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو سعد بن مالك وإسحاق والزهري وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس لما أسلم وكان من السابقين الأولين وكان بارا بأمه قالت له أمه ما هذا الذين الذي أحدثت والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه أو أموت فتعير بذلك أبد الدهر يقال يا قاتل أمه ثم إنها مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب فجاء سعد إليهما وقال يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفس ما تركت ديني فكلي وإن شئت فلا تأكلي فلما أيست منه أكلت وشربت فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمره بالبر بوالديه والإحسان إليهما وأن لا تطعهما في الشرك فذلك قوله عز وجل (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما) جاء في الحديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ثم أوعد بالمصير إليه فقال (
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»