تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٢
مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون) أخبركم بصالح أعمالكم وسيئها فأجازيكم عليها سورة العنكبوت (9 10) 9 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) في زمرة الصالحين وهم الأنباء والأولياء وقيل في مدخل الصالحين وهو الجنة 10 قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله) أصابه بلاء من الناس افتتن (جعل فتنة الناس كعذاب الله) أي جعل أذى الناس وعذابهم كعذاب الله في الآخرة أي جزع من عذاب الناس ولم يصبر عليه فأطاع الناس كما يطيع الله من يخاف عذابه هذا قول أسدي وابن زيد قالا هو المنافق إذا أوذي في الله رجع عن الدين وكفر (ولئن جاء نصر ربك) أيفتح ودولة للمؤمنين (ليقولن) يعني هؤلاء المنافقين للمؤمنين (إنا كنا معكم) على عدوكم وكن مسلمين وإنما أكرهنا حتى قلنا فكذبهم الله وقال (أوليس بأعلم بما في صدور العالمين) من الإيمان والنفاق 11 (وليعلمن الله الذين آمنوا) صدقوا فثبتوا على الإسلام عند البلاء (وليعلمن المنافقين) بترك الإسلام عند نزول البلاء واختلفوا في نزول هذه الآية قال مجاهد نزلت في ناس كانوا يؤمنون بألسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه نزلت في الذين أخرجهم المشركون فأصابهم البلاء معهم في بدر وهم الذين نزلت فيهم (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) وقال قتادة نزلت في القوم ردهم المشركون إلى مكة قال الشعبي هذه الآيات العشر من أول السورة إلى هنا مدنية وباقي السور مكية 12 (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) قال مجاهد هذا منقول كفار مكة لمن آمن منهم وقال الكلبي وقاتل قاله أو سفيان لمن آمن من قريش اتبعوا سبيلنا ديننا وملة آبائنا ونحن الكفلاء بكل تبعة من الله تصيبكم فذلك قوله (ولنحمل خطاياكم) أوزاركم قال الفراء لفظه أمر معناه خبر مجازه إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم كقوله (فليقله إليم بالساحل) وقيل هو جزم على الأمر كأنهم أمروا أنفسهم بذلك فأكذبهم الله عز وجل فقال (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»