تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٦
سورة القصص من الآية 8 وحتى الآية 12 فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك وذلك في يوم كذا وساعة كذا حين تشرق الشمس فلما كان يوم الاثنين غدا فرعون إلى مجلس كان على شفير النيل ومعه امرأته آسية بنت مزاحم وأقبلت ابنة فرعون في جواريها حتى جلست على شاطىء النيل مع جواريها تلاعبهن وتنضح الماء على وجوههن إذ أقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج فقال فرعون إن هذا الشيء في البحر قد تعلق بالشجرة إيتوني به فابتدروه بالسفن من كل جانب حتى وضعوه بين يديه فعالجوا فتح الباب فلم يقدروا عليه وعالجوا كسره فلم يقدروا عليه فدنت منه آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها فعالجته ففتحت الباب فإذا هي بصبي صغير في مهده وإذا نور بين عينيه وقد جعل الله رزقه في إبهامه يمصه لبنا فألقى الله لموسى المحبة في قلب آسية وأحبه فرعون وعطف عليه وأقبلت بنت فرعون فلما أخرجوا الصبي من التابوت عمدت بنت فرعون إلى ما كان يسيل من ريقه فلطخت به برصها فبرأت فقبلته وضمته إلى صدرها فقال الغواة من قوم فرعون أيها الملك إنا نظن أن ذلك المولود الذي تحذر منه بني إسرائيل هو هذا رمي به في البحر خوفا منك فاقتله فهم فرعون بقتله فقالت آسية قرة عين لي ولك لا تقتله عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكانت لا تلد فاستوهبت موسى من فرعون فوهبه لها وقال فرعون أما أنا فلا حاجة لي فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لو قال فرعون يومئذ هو قرة عين لي كما هو لك لهداه الله كما هداها \ فقيل لآسية سميه فقالت سميته موسى لأنا وجدناه في الماء والشجر فمو هو الماء وسى هو الشجر فذلك قوله عز وجل 8 (فالتقطه آل فرعون) والالتقاط هو وجود الشيء من غير طلب (ليكون لهم عدوا وحزنا) وهذه اللام تسمى لام العاقبة ولام الصيرورة لأنهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا ولكن صار عاقبة أمرهم إلى ذلك قرأ حمزة والكسائي (حزنا) بضم الحاء وسكون الزاي وقرأ الآخرون بفتح الحاء والزاي وهما لغتان (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) عاصين آثمين 9 قوله تعالى (وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك) قال وهب لما وضع التابوت بين يدي فرعون
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»