سورة القصص من الآية 3 وحتى الآية 7 3 (نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق) بالصدق (لقوم يؤمنون) يصدقون بالقرآن 4 (إن فرعون علا) استكبر وتجبر وتعظم (في الأرض) أرض مصر (وجعل أهلها شيعا) فرقا وأصنافا في الخدمة والتسخير (يستضعف طائفة منهم) أراد الطائفة بني إسرائيل ثم فسر الاستضعاف فقال (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) سمى هذا استضعافا لأنهم عجزوا أو ضعفوا عن دفعه عن أنفسهم (إنه كان من المفسدين) 5 (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) يعني بني إسرائيل (ونجعلهم أئمة) قادة في الخير يقتدي بهم وقال قتادة لا ملوكا دليله قوله عز وجل (وجعلكم ملوكا) وقال مجاهد دعاة إلى الخير (ونجعلهم الوارثين) يعني أملاك فرعون وقومه يخلفونهم في مساكنهم 6 (ونمكن لهم في الأرض) أوطن لهم في أرض مصر والشام ونجعلها لهم مكانا يستقرون فيه (ونري فرعون) قرأ الأعمش وحمزة والكسائي يرى بالياء وفتحها (فرعون وهامان وجنودهما) مرفوعات على أن الفعل لهم وقرأ الآخرون بالنون وضمها وكسر الراء ونصب الياء ونصب ما بعده يوقع الفعل عليه (منهم ما كانوا يحذرون) والحذر هو التوقي من الضرر وذلك أنهم أخبروا أن هلاكهم على يد رجل من بني إسرائيل فكانوا على وجل منه فأراهم الله ما كانوا يحذرون 7 (وأوحينا إلى أم موسى) وهو وحي إلهام لا وحي نبوة قال قتادة قذفنا في قلبها وأم موسى يوحانذ بنت لاوي بن يعقوب (أن أرضعيه) واختلفوا في مدة الرضاع قيل ثمانية أشهر وقيل أربعة أشهر وقيل ثلاثة أشهر كانت ترضعه في حجرها وهو لا يبكي ولا يتحرك (فإذا خفت عليه) يعني من الذبح (فألقيه في اليم) واليم البحر وأراد هاهنا النيل (ولا تخافي) قيل لا تخافي عليه من الغرق وقيل من الضيعة (ولا تحزني) على فراقه (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) روى عطاء عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن بني إسرائيل لما كثروا بمصر استطالوا على الناس وعملوا بالمعاصي ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر فسلط الله عليهم القبط فاستضعفوهم إلى أن أنجاهم على يد نبيه وقال ابن عباس رضي الله عنهما إن أم موسى لما
(٤٣٤)