تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٧
سورة القصص من الآية 41 وحتى الآية 45 ويعقوب (يرجعون) بفتح الياء وكسر الجيم والباقون بضم الياء وفتح الجيم 401 (فأخذناه وجنوده فنبذناهم) فألقيناهم (في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) 41 (وجعلناهم أئمة) قادة ورؤساء (يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) لا يمنعون من العذاب 42 (وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة) خزيا وعذابا (ويوم القيامة هم من المقبوحين) من المبعدين الملعونين (وقال أبو عبيدة) من المهلكين وعن ابن عباس رضي الله عنهما من المشوهين بسواد الوجوه وزرقة العيون يقال قبحه الله وقبحه إذا جعله قبيحا ويقال قبحه قبحا وقبوحا إذا أبعده من كل خير 43 قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى) يعني قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم كانوا قبل موسى (بصائر للناس) يعني ليبصروا بذلك الكتاب ويهتدوا به (وهدى) من الضلال لمن عمل به (ورحمة) لمن آمن به (لعلهم يتذكرون) بما فيه من المواعظ والبصائر 44 (وما كنت) يا محمد (بجانب الغربي) يعني بجانب الجبل الغربي قاله قتادة والسدي وقال الكلبي بجانب الوادي الغربي قال ابن عباس رضي الله عنهما يريد حيث ناجى موسى ربه (إذ قضينا إلى موسى الأمر) يعني عهدنا إليه وأحكمنا الأمر معه بالرسالة إلى فرعون وقومه (وما كنت من الشاهدين) الحاضرين ذلك المقام فتذكره من ذات نفسك 45 (ولكنا أنشأنا قرونا) خلقنا أمما من بعد موسى عليه السلام (فتطاول عليهم العمر) أي طالت عليهم المهلة فنسوا عهد الله وميثاقه وتركوا أمره وذلك أن الله تعالى قد عهد إلى موسى وقومه عهودا في محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان به فلما طال عليهم العمر وخلقت القرون بعد القرون نسوا تلك العهود وتركوا الوفاء بها (وما كنت ثاويا) مقيما (في أهل مدين) كمقام موسى وشعيب فيهم (تتلو عليهم آياتنا) تذكرهم بالوعد والوعيد (قال مقاتل) يقول لم تشهد أهل مدين فتقرأ على أهل مكة خبرهم
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»