سورة القصص من الآية 32 وحتى الآية 35 31 (وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز) تتحرك (كأنها جان) وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها (ولى مدبرا) هاربا منها (ولم يعقب) لم يرجع فنودي (يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين) 32 (اسلك) أدخل (يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) برص فخرجت ولها شعاع كضوء الشمس (واضمم إليك جناحك من الرهب) قرأ أهل الكوفة والشام بضم الراء وسكون الهاء وبفتح الراء حفص وقرأ الآخرون بفتحهما وكلها لغات بمعنى الخوف وكلها الآية إذا هالك أمر يدك ما ترى من شعاعها فأدخلها في جيبك تعد إلى حالتها الأولى والجناح اليد كلها وقيل هو العضد وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهم أمره الله بضم يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحية وقال ما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه وقال مجاهد كل من فزع فضم جناحه إليه ذهب عنه الفزع وقيل المراد من ضم الجناح الكون يعني سكن روعك واخفض عليك جأشك لأن من شأن الخائف أن يضطرب قلبه ويرتعد بدنه ومثله قوله (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) يريد الرفق وقوله (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) أي ارفق بهم وألن جانبك لهم وقال الفراء أراد بالجناح العصا معناه اضمم إليك عصاك وقيل الرهب الكلم بلغة حمير قال الأصمعي سمعت بعض الأعراب يقول أعطني ما في رهبك أي في كمك معناه اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم لأنه تناول العصا ويده في كمه (فذانك) يعني العصا واليد البيضاء (برهانان) آيتان (من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين) 33 (قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) 34 (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا) وإنما قال ذلك للعقدة التي كانت في لسانه من وضع الجمرة فيه (فأرسله معي ردءا) عونا يقال ردأته أي أعنته قرأ نافع (ردا) بفتح الدال من غير همز طلبا للخفة وقرأ الباقون بسكون الدال مهموزا (يصدقني) قرأ ابن عمر وعامر وحمزة برفع القاف على الحال أي ردا مصدقا وقرأ الآخرون بالجزم على جواب الدعاء والتصديق لهارون في قول الجميع قال مقاتل لكي يصدقني فرعون (إني أخاف أن يكذبون) يعني فرعون وقومه 35 (قال سنشد عضدك بأخيك) أي نقويك بأخيك وكان هارون يومئذ بمصر (ونجعل لكما
(٤٤٥)