سورة النمل من الآية 43 وحتى الآية 44 41 قوله تعالى (قال نكروا لها عرشها) يقول غيروا سريرها إلى حال تنكره إذا رأته قال قتادة ومقاتل هو أن يزاد فيه وينقص منه وروى أنه جعل أسفله أعلاه وأعلاه أسفله وجعل مكان الجوهر الأحمر أخضر ومكان الأخضر أحمر (ننظر أتهتدي) إلى عرشها فتعرفه (أم تكون من) الجاهلين (الذين لا يهتدون) إليه وإنما حمل سليمان على ذلك كما ذكره وهب ومحمد بن كعب وغيرهما أن الشياطين خافت أن يتزوجها سليمان فتفشى إليه أسرار الجن وذلك أن أمها كانت جنية وإذا ولدت له ولدا لا ينفكون من تسخير سليمان وذريته من بعده فأساؤا الثناء عليها ليزهدوه فيها وقالوا إن في عقلها شيئا وإن رجلها كحافر الحمار وأنها شعراء الساقين فأراد سليمان أن يختبر عقلها بتنكير عرشها وينظر إلى قدميها ببناء الصرح 42 (فلما جاءت قيل) لها (أهكذا عرشك قالت كأنه هو) قال مقاتل عرفته لكنها شبهت عليهم كما شبهوا عليها وقال عكرمة كانت حكيمة لم تقل نعم خوفا من أن تكذب ولم تقل لا خوفا من التكذيب قالت كأنه هو فعرف سليمان كمال عقلها حيث لم تقر ولم تنكر وقيل اشتبه عليها أمر العرش أنها تركته في بيت خلف سبعة أبواب مغلقة والمفاتيح معها قيل لها فإنه عرشك فما أغنى عنك إغلاق الأبواب فقالت (وأوتينا العلم) بصحة نبوة سليمان بالآيات المتقدمة من أمر الهدية والرسل (من قبلها) من قبل الآية في العرش (وكنا مسلمين) منقادين طائعين لأمر سليمان وقيل قوله وأوتينا العلم من قبلها قاله سليمان يقول وأتينا العلم بالله وبقدرته على ما يشاء من قبل هذه المرأة وكنا مسلمين هذا قول مجاهد وقيل معناه وأوتينا العلم بإسلامها ومجيئها طائعة من قبل مجيئها وكنا مسلمين طائعين لله 43 قوله عز وجل (وصدها ما كانت تعبد من دون الله) أي منعها ما كانت تعبد من دون الله وهو الشمس أن تعبد الله أي صدها عبادة الشمس عن التوحيد وعبادة الله فعلى هذا التأويل يكون (ما) في محل الرفع وقيل معناه ما صدها عن عبادة الله نقصان عقلها كما قالت الجن إن في عقلها شيئا بل ما كانت تعبد من دون الله أي صدها عبادة الشمس عن التوحيد وعبادة الله فعلى هذا التأويل يكون (ما) في محل الرفع وقيل معناه ما صدها عن عبادة الله نقصان عقلها كما قالت الجن إن في عقلها شيئا بل ما كانت تعبد من دون الله وقيل معناه وصدها سليمان ما كانت تعبد من دون الله أي منعها من ذلك وحال بينها وبينه فيكون محل (ما) نصبا (أنها كانت من قوم كافرين) هذا استئناف أخبر الله تعالى أنها كانت من قوم يعبدون الشمس فنشأت بينهم ولم تعرف إلا عبادة الشمس 44 قوله (قيل لها ادخلي الصرح) الآية وذلك أن سليمان أراد أن ينظر إلى قدميها وساقيها من غير أن يسألها كشفها لما قالت الشياطين إن رجليها كحافر الحمار وهي شعراء الساقين أمر الشياطين فبنوا له
(٤٢١)