24 (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) 25 (ألا يسجدوا) قرأ أبو جعفر والكسائي (ألا يسجدوا) بالتخفيف وإذا وقفوا يقولون ألا يأثم يبتدئون اسجدوا على معنى ألا يا هؤلاء اسجدوا وجعلوه أمرا من عند الله مستأنفا وحذفوا هؤلاء اكتفاء بدلالة يا عليها وذكر بعضهم سماعا من العرب ألا يا ارحمونا يريدون ألا يا قوم قال الأخطل (ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر وإن كان حي قاعدا آخر الدهر) يريد ألا يا هند اسلمي وعلى هذا يكون قوله ألا كلاما معترضا من غير القصة إما من الهدهد وإما من سليمان قال أبو عبيدة هذا أمر من الله مستأنف يعني يا أيها الناس اسجدوا وقرأ الآخرون ألا يسجدوا بالتشديد بمعنى وزين لهم الشيطان أعمالهم لئلا يسجدوا (لله الذي يخرج الخبؤ) أي الخفي المخبأ (في السماوات والأرض) أي ما خبأت قال أكثر المفسرين خبء السماء المطر وخبء الأرض النبات وفي قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السماوات والأرض) ومن في يتعاقبان تقول العرب لأستخرجن العلم فيكم يريد منكم وقيل معنى الخبء الغيب يريد يعلم غيب السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون قرأ الكسائي وحفص عن عاصم بالتاء فيهما لأن أول الآية خطاب على قراءة الكسائي بتخفيف ألا وقرأ الآخرون بالياء 26 (الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم) أي هو المستحق للعبادة والسجود لا غيره وعرش ملكة سبأ وإن كان عظيما فهو صغير حقير في جنب عرشه عز وجل تم هاهنا كلام الهدهد فلما فرغ الهدهد من كلامه 27 (قال) سليمان للهدهد (سننظر أصدقت) فيما أخبرت (أم كنت من الكاذبين) فدلهم الهدهد على الماء فاحتفروا الركايا وروى الناس والدواب ثم كتب سليمان كتابا من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين قال ابن جريج لم يزد سلميان على ما قص الله في كتابه وقال قتادة وكذلك كل الأنبياء كانت تكتب جملا لا يطيلون ولا يكثرون فلما كتب الكتاب طبعه بالمسك وختمه بخاتمه فقال للهدهد 28 (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم) قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ساكنة الهاء ويختلسها أبو جعفر ويعقوب وقالون كسرا (ثم تول عنهم) تنح عنهم فكن قريبا منهم (فانظر ماذا يرجعون) يردون من الجواب وقال ابن زيد في الآية تقديم وتأخير مجازها اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم أي انصرف إلي فأخذ الهدهد الكتاب فأتى به إلى بلقيس وكانت بأرض يقال لها مأرب من صنعاء على ثلاثة أيام فوفاها في قصرها وقد غلقت الأبواب وكانت إذا رقدت غلقت الأبواب وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها فأتاها الهدهد وهي نائمة مستلقية على قفاها فألقى الكتاب على نحرها هذا قول قتادة وقال مقاتل حمل الهدهد الكتاب بمنقاره حتى وقف على رأس المرأة
(٤١٥)