سورة النمل من الآية 17 وحتى الآية 20 شئت آخره الموت وإذا صاح العقاب قال في البعد من الناس أنس وإذا صاح القنبر قال إلهي العن مبغضي محمد وإذا صاح الخطاف قرأ الحمد لله رب العالمين ويمد الضالين كما يمد القارئ قوله تعالى (وأوتينا من كل شيء) يؤتى الأنبياء والملوك قال ابن عباس من أمر الدنيا والآخرة وقال مقاتل يعني النبوة والملك وتسخير الجن والشياطين والرياح (إن هذا لهو الفضل المبين) الزيادة الظاهرة على ما أعطى غيرنا وروى أن سليمان عليه لاسلام أعطى مشارق الأرض ومغاربها فملك سبعمائة سنة وستة أشهر ملك جميع أهل الدنيا من الجن والإنس والدواب والطير والسباع وأعطي على ذلك منطق كل شيء وفي زمانه صنعت الصنائع العجيبة 17 قوله عز وجل (وحشر لسليمان) وجمع لسليمان (جنوده من الجن والإنس والطير) في مسيره (فهم يوزعون) فهم يكفون قال قتادة كان على كل صف من جنوده وزعة ترد أولها إلى آخرها لئلا يتقدموا في المسير والوازع الحابس وهو النقيب وقال مقاتل يوزعون يساقون وقال السدي يوقفون وقيل يجمعون وأصل الوزع الكف والمنع قال محمد بن كعب القرظي كان معسكر سليمان مائة فرسخ خمسة وعشرون منها للإنس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاثمائة منكوحة وسبعمائة سرية يأمر الريح العاصف فترفعه ويأمر الرخاء فتسير به فأوحى الله إليه وهو يسير بين السماء والأرض إني قد زدت في ملكك أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت به الريح فأخبرتك 18 قوله عز وجل (حتى إذا أتوا على واد النمل) روي عن وهب بن منبه عن كعب قال كان سليمان إذا ركب حمل أهله وخدمه وحشمه وقد اتخذ مطابخ ومخابز يحمل فيها تنانير الحديد وقدور عظام يسع كل قدر عشر جزائر وقد اتخذ ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون ويخبز الخبازون وتجري الدواب ين يديه بين السماء والأرض والريح تهوي بهم فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سليمان هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان طوبى لمن آمن به وطوبى لمن اتبعه ورأى حول البيت أصناما تعبد من دون الله فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت فأوحى الله إلى البيت ما يبكيك فقال يا رب أبكاني أن هذا نبي من أنبيائك وقوم من أوليائك مروا علي فلم يهبطوا ولم يصلوا عندي والأصنام تعبد
(٤١٠)