سورة الشعراء من الآية 211 وحتى الآية 214 211 (وما ينبغي لهم) أن ينزلوا بالقرآن (وما يستطيعون) ذلك 212 (إنهم عن السمع) أي عن استراق السمع من السماء (لمعزولون) أي محجوبون بالشهب مرجومون 213 (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين) قال ابن عباس رضي الله عنهما يحذر به غيره يقول أنت أكرم الخلق علي ولو اتخذت إلها غيري لعذبتك 214 (وأنذر عشيرتك الأقربين) روى محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن عيل بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال \ يا علي إن الله يأمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال لي يا محمد إلا تفعل ما تؤمر يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسلا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس رضي الله عنهما وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال \ خذوا باسم الله \ فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ثم قال \ اسق القوم \ فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب فقال سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الغد \ يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القوم فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعدلنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم \ ففعلت ثم جمعت فدعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا وشربوا ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال \ يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا \ فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
(٤٠٠)