تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٨
سورة الشعراء من الآية 189 حتى الآية 200 بأعمالكم وليس العذاب إلي وما علي إلا الدعوة 189 (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة) وذلك أنه أخذهم حر شديد فكانوا يدخلون الأسراب فإذا دخلوها وجدوها أشد حرا فخرجوا فأظلتهم سحابة وهي الظلة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا ذكرناه في سورة هود (إنه كان عذاب يوم عظيم) 190 (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) 191 (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) 192 193 قوله عز وجل (وإنه) يعني القرآن (لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين) قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو وحفص (نزل) خفيف الروح الأمين برفع الحاء والنون أي نزل جبريل بالقرآن وقرأ الآخرون بتشديد الزاي وفتح الحاء والنون أي نزل الله به جبريل لقوله عز وجل (وإنه لتنزيل رب العالمين) 194 (على قلبك) يا محمد حتى وعيته (لتكون من المنذرين) المخوفين 195 (بلسان عربي مبين) قال ابن عباس بلسان قريش ليفهموا ما فيه 196 (وإنه) أي ذكر إنزال القرآن قاله أكثر المفسرين وقال مقاتل ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته (لفي زبر) كتب (الأولين) 197 (أو لم يكن لهم آية) قرأ ابن عامر (تكن) بالتاء آية الرفع جعل الآية اسما وخبره (أن يعلمه) وقرأ الآخرون بالياء (آية) نصب جعلوا الآية خبر يكن معناه أو لم يكن لهؤلاء المتكبرين علم بني إسرائيل آية أي علامة ودلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأن العلماء الذين كانوا من بني إسرائيل كانوا يخبرون بوجود ذكره في كتبهم وهم عبد الله بن سلام وأصحابه قال ابن عباس بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة فسألوهم عن محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا إن هذا لزمانه وإنا نجد في التوراة نعته وصفته فكان ذلك آية على صدقه قوله تعالى (أن يعلمه) يعني يعلم محمد صلى الله عليه وسلم (علماء بني إسرائيل) قال عطية كانوا خمسة عبد الله بن سلام وابن يامين وثعلبة وأسد وأسيد
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»