تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٩
سورة الشعراء من الآية 201 حتى الآية 210 198 (ولو نزلناه) يعني القرآن (على بعض الأعجمين) جمع الأعجمي وهو الذي لا يفصح ولا يحسن العربية وإن كان عربيا في النسب والعجمي منسوب إلى العجم وإن كان فصيحا ومعنى الآية ولو نزلناه على رجل ليس بعربي اللسان 199 (فقرأه عليهم) بغير لغة العرب (وما كانوا به مؤمنين) وقالوا ما نفقه قولك نظيره قوله عز وجل (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته) وقيل معناه ولو نزلناه على رجل ليس من العرب لما آمنوا به أنفة من اتباعه 200 (كذلك سلكناه) قال ابن عباس والحسن ومجاهد أدخلنا الشرك والتكذيب (في قلوب المجرمين) 201 (لا يؤمنون به) أي بالقرآن (حتى يروا العذاب الأليم) يعني عند الموت 202 (فيأتيهم) يعني العذاب (بغتة) فجأة (وهم لا يشعرون) به في الدنيا 203 (فيقولوا هل نحن منظرون) أي لنؤمن ونصدق يتمنون الرجعة والنظرة قال مقاتل لما أوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قالوا إلى متى توعدنا بالعذاب متى هذا العذاب قال الله تعالى 204 205 (أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين) كثيرة في الدنيا يعني كفار مكة ولم نهلكهم 206 (ثم جاءهم ما كانوا يوعدون) يعني بالعذاب 207 (ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) به في تلك السنين والمعنى أنهم وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا فإذا أتاهم العذاب لم يغن عنهم طول التمتع شيئا ويكون كأنهم لم يكونوا في نعيم قط 208 (وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون) رسل ينذرونهم 209 (ذكرى) محلها نصب أي ينذرونهم تذكره وقيل رفع أي تلك ذكرى (وما كنا ظالمين) في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم 210 (وما تنزلت به الشياطين) وذلك أن المشركين كانوا يقولون إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فقال جل ذكره (وما تنزلت به) بالقرآن الشياطين
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»