تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٢
سورة الشعراء من الآية 215 حتى الآية 222 215 قوله عز وجل (واخفض جناحك) يعني ألن جانبك (لمن اتبعك من المؤمنين) 216 (فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون) من الكفر وعبادة غير الله 217 (وتوكل) قرأ أهل المدينة والشام فتوكل بالفاء وكذلك هو في مصاحفهم وقرأ الباقون بالواو (وتوكل) (على العزيز الرحيم) ليكفيك كيد الأعداء 218 (الذي يراك حين تقوم) إلى صلاتك عن أكثر المفسرين وقال مجاهد الذي يراك أينما كنت وقيل حين تقوم لدعائهم 219 (وتقلبك في الساجدين) يعني يرى تقلبك في صلاتك في حال قيامك وركوعك وسجودك وقعودك قال عكرمة وعطية عن ابن عباس في الساجدين أي في المصلين وقال مقاتل والكلبي أي مع المصلين في الجماعة يقول يراك حين تقوم وحدك للصلاة ويراك إذا صليت مع المصلين في الجماعة وقال مجاهد يرى تقلب بصرك في المصلين فإنه كان يبصر من خلفه كما يبصر من أمامه أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ هل ترون قبلتي هاهنا فوالله ما يخفي علي خشوعكم ولا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري \ وقال الحسن وتقلبك في الساجدين أي تصرفك وذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين وقال سعيد بن جبير يعني وتصرفك في أحوالك كما كانت الأنبياء من قبلك والساجدون هم الأنبياء وقال عطاء عن ابن عباس أراد تقلبك في أصلاب الأنبياء من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة 220 (إنه هو السميع العليم) 221 (هل أنبئكم) أخبركم (على من تنزل الشياطين) هذا جواب قولهم (تتنزل عليه الشياطين) ثم بين فقال 222 (تنزل) أي تتنزل (على كل أفاك) كذاب (أثيم) فاجر قال قتادة هم الكهنة يسترق الجن السمع ثم يلقون إلى أوليائهم من الإنس وهو قوله عز وجل 223 (يلقون السمع) أي يستمعون من الملائكة مستقرين فيلقون إلى الكهنة (وأكثرهم كاذبون) لأنهم يخلطون به كذبا كثيرا
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»