تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
سورة الشعراء من الآية 82 وحتى الآية 91 82 (والذي أطمع) أرجو (أن يغفر لي خطيئتني يوم الدين) أي خطاياي يوم الحساب قال مجاهد هو قوله إني سقيم وقوله (بل فعله كبيرهم هذا) وقوله لسارة هذه أختي وزاد الحسن وقوله للكواكب (هذا ربي) وأخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قال قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين فهل ذاك نافعه قال \ لا ينفعه إن لم يقل يوم رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين \ وهذا كله احتجاج من إبراهيم على قومه وإخبارا أنه لا تصلح الإلهية إلا لمن يفعل هذه الأفعال 83 (رب هب لي حكما) قال ابن عباس معرفة حدود الله وأحكامه وقال مقاتل الفهم والعلم وقال الكلبي النبوة (وألحقني بالصالحين) بمن قبلي من النبيين في المنزلة والدرجة 84 (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) أي ثناء حسنا وذكرا جميلا وقبولا عاما في الأمم التي تجيء بعدي فأعطاه الله ذلك فجعل كل أهل الأديان يتولونه ويثبنون عليه قال القتيبي وضع اللسان موضع القول على الاستعارة لأن القول يكون به 85 (واجعلني من ورثة جنة النعيم) أي ممن تعطيه جنة النعيم 86 (واغفر لأبي إنه كان من الضالين) وقال هذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما سبق ذكره في سورة التوبة 87 (ولا تخزني) لا تفضحني (يوم يبعثون) 88 89 (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) أي خالص من الشرك والشك فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد هذا قول أكثر المفسرين قال سعيد بن المسيب القلب السليم هو الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض قال الله تعالى (في قلوبهم مرض) قال ابن عثمان النيسابوري هو القلب الخالي من البدعة المطمئن على السنة 90 91 (وأزلفت) قربت (الجنة للمتقين وبرزت) أظهرت (الجحيم للغاوين) للكافرين
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»