تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٧
سورة الحج من الآية 65 وحتى الآية 71 وقيل ما في الأرض الدواب التي تركب في البر والفلك التي تركب في البحر (ويمسك السماء أن تقع على الأرض) لكيلا تسقط على الأرض (إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم) 66 (وهو الذي أحياكم) يعني أنشأكم ولم تكونوا شيئا (ثم يميتكم) عند انقضاء آجالكم (ثم يحييكم) يوم البعث للثواب والعقاب (إن الإنسان لكفور) لنعم الله 67 (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه) قال ابن عباس يعني شريعة هم عاملون بها وروى عنه أنه قال عيدا قال قتادة ومجاهد موضع قربان يذبحون فيه وقيل موضع عبادة وقيل مألفا يألفونه والمنسك في كلام العرب الموضع المعتاد لعمل خير أو شر ومنه مناسك الحج لتردد الناس إلى أماكن أعمال الحج (فلا ينازعنك في الأمر) يعني في أمر الذبائح نزلت في بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان ويزيد بن خنيس قالوا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما لكم تأكلون مما تقتلون بأيديكم ولا تأكلون مما قتله الله قال الزجاج معنى قوله (لا ينازعنك) أي لا تنازعهم أنت كما يقال لا يخاصمك فلان أي لا تخاصمه وهذا جائز فيما يكون بين الاثنين ولا يجوز لا يضربنك فلان وأنت تريد لا تضربه وذلك أن المنازعة والمخاصمة لا تتم إلا باثنين فإذا ترك أحدهما فلا مخاصمة هناك (وادع إلى ربك) إلى الإيمان بربك (إنك لعلى هدى مستقيم) 68 (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون) 69 (الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) فتعرفون حينئذ الحق من الباطل والاختلاف ذهاب كل واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر 70 (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك) كله (في كتاب) يعني اللوح المحفوظ (إن ذلك) يعني علمه لجميع ذلك (على الله يسير) 71 (ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا) حجة وبرهانا (وما ليس لهم به علم) يعني أنهم
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»