تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٤
سورة مريم من الآية 72 إلا واردها والورود هو موافاة المكان واختلفوا في معنى الورود ههنا وفيما تنصرف إليه الكناية في قوله (واردها) قال ابن عباس رضي الله عنه وهو قول الأكثرين معنى الورود ههنا هو الدخول والكناية راجعة إلى النار وقالوا النار يدخلها البر والفاجر ثم ينجي الله المتقين فيخرجهم منها والدليل على أن الورود هو الدخول قول الله عز وجل حكاية عن فرعون (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار أن نافع بن الأزرق ما روى ابن عباس رضي الله عنهما في الورود فقال ابن عباس رضي الله عنهما هو الدخول وقال نافع ليس الورود الدخول فتلا عبد الله بن عباس رضي الله عنه قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) أدخلها هؤلاء أم لا ثم قال يا نافع أما والله أنت ونا سنردها وأنا أرجو أن يخرجني الله منها وما أرى الله عز وجل أن يخرجك منها بتكذيبك وقال قوم ليس المراد من الورود الدخول وقالوا النار لا يدخلها مؤمن أبدا لقوله تعالى (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها) وقالوا كل من دخلها لا يخرج منها والمراد من قوله (وإن منكم إلا واردها) الحضور والرؤية لا الدخول كما قال تعالى (ولما ورد ماء مدين) أراد به الحضور وقال عكرمة الآية فإنهم يدخلونها ولا يخرجون منها وروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال وإن منكم إلا واردها يعني القيامة والكناية راجعة إليها والآول أصح وعليه أهل السنة أنهم جميعا يدخلون النار ثم يخرج الله عز وجل منها أهل الإيمان بدليل قوله تعالى (ولما ورد ماء مدين) أراد به الحضور وقال عكرمة... الآية فإنهم يدخلونها ولا يخرجون منها وروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال وإن منكم إلا واردها يعني القيامة والكناية راجعة إليها والأول أصح وعليه أهل السنة أنهم جميعا يدخلون النار ثم يخرج الله عز وجل منها أهل الإيمان بدليل قوله تعالى (ثم ننجي الذين اتقوا) أي اتقوا الشرك وهم المؤمنون والنجاة إنما تكون مما دخلت فيه لا ما وردت وقرأ الكسائي ويعقوب ننجي بالتخفيف والآخرون بالتشديد والدليل على هذا ما أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا عبد الرحيم بن منيب أنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم وأراد بالقسم قوله (وإن منكم إلا واردها) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسلم بن إبراهيم أنا هشام أنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير \ وقال أبان عن قتادة من إيمان مكان خير أخبرنا أبو المظفر محمد بن إسماعيل بن علي الشجاعي أنا أبو نصر النعمان بن محمد بن محمود الجرجاني أنا أبو عثمان عمر بن عبد الله البصري أنا محمد بن عبد الواب أنا محمد بن الفضل أبو النعمان أنا سلام بن مسكين أنا أبو الظلال عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا في النار ينادي ألف سنة يا حنان يا منان فيقول الله عز وجل لجبريل اذهب فائتني بعبدي هذا قال فذهب جبريل فوجد أهل النار منكبين يبكون قال فرجع فأخبر ربه عز وجل قال اذهب فإنه في موضع كذا
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»