تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
إذ أقبل رجال فقال أخبرني هل لإبليس زوجة قلت إن ذلك العرش ما شهدته ثم ذكرت قوله تعالى (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني) فعلمت لأنه لا تكون الذرية إلا من الزوجة فقلت نعم وقال قتادة يتوالدون كما يتوالد بنو آدم وقيل إنه يدخل ذنبه في دبره فيبيض فتنفلق البيضة عن جماعة من الشياطين قال مجاهد من ذريته إبليس لاقيس ولهان وهما صاحبا الطهارة والصلاة والهفاف ومرة وبه يكنى وزلنبور وهو صاحب الأسواق يزين اللغو والحلف الكاذبة ومدح السلع وبتر وهو صاحب المصائر يزين للناس خمش الوجوه ولطم الخدود وشق الجيوب والأعور وهو صاحب الزنا ينفخ في إحليل الرجل وعجز المرأة ومطوس وهو صاحب الأخبار الكاذبة يلقيها في أفواه الناس لا يجدون لها أصلا وداسم وهو الذي إذا دخل الرجل على بيته ولم يسلم ولم يذكر اسم الله بصره من المتاع ما لم يرفع ولم يوضع في موضعه أو يحتبس موضعه وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه قال الأعمش ربما دخلت البيت ولم أذكر اسم الله ولم أسلم فرأيت مطهرة فقلت ارفعوا هذه وخاصمتهم ثم أذكر اسم الله فأقول داسم داسم وروى عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال \ إن للوضوء شيطان يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء \ أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنبأنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن خلف الباهلي أنبأنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن خلف الباهلي أنبأنا عبد الأعلى عن سعيد الحريري عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا \ ففعلت ذلك فأذهبه الله عني وأخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنبأنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو كريب محمد بن علاء أنبأنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه يفتنون الناس فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه ومنه يقول نعم أنت \ قال الأعمش أراه قال فيلتزمه قوله تعالى (بئس للظالمين بدلا) قال قتادة بئس ما استبدلوا طاعة إبليس وذريته بعبادة ربهم 51 (ما أشهدتهم) ما أحضرتهم وقرأ أبو جعفر (ما أشهدناهم) بالنون والألف على التعظيم أي أحضرناهم يعني إبليس وذريته وقيل الكفار وقال الكلبي يعني الملائكة (خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) يقول ما أشهدتهم خلقا فأستعين بهم على خلقها وأشاورهم فيها (وما كنت متخذ المضلين عضدا) أي الشياطين الذين يضلون الناس عضدا أي أنصارا وأعوانا 52 قوله تعالى (ويوم يقول) قرأ حمزة بالنون والآخرون بالياء أي يقول الله لهم يوم القيامة (نادوا شركائي) يعني الأوثان (الذين زعمتم) أنهم شركائي (فدعوهم) فاستغاثوا بهم (فلم
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»