تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٨
سورة الكهف من الآية 52 وحتى الآية 55 يستجيبوا لهم) أي لم يجيبوهم ولم ينصروهم (وجعلنا بينهم) يعني بين الأوثان وعبدتها وقيل بين أهل الهدى وأهل الضلال (موبقا) مهلكا قاله عطاء والضحاك وقال ابن عباس هو واد في النار وقال مجاهد واد في جهنم وقال عكرمة هو نهر في النار يسيل نارا على حافته حيات مثل البغال الدهم قال ابن الأعرابي وكل حاجز بين شيئين فهو موبق وأصله الهلاك يقال أوبقه أي أهلكه قال الفراء وجعلنا تواصلهم في الدنيا مهلكا لهم في الآخرة والبين على هذا القول التواصل كقوله تعالى (لقد تقطع بينكم) على قراءة من قرأ بالرفع 53 (ورأى المجرمون النار) أي المشركون (فظنوا) أيقنوا (أنهم مواقعوها) داخلوها وواقعون فيها (ولم يجدوا عنها مصرفا) معدلا لأنها أحاطت بهم من كل جانب 54 قوله تعالى (ولقد صرفنا) بينا (في هذا القرآن للناس من كل مثل) أي ليتذكروا ويتعظوا (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) خصومة في الباطل قال ابن عباس أراد النضر بن الحارث وجداله في القرآن قال الكلبي أراد به أبي بن خلف الجمحي وقيل المراد من الآية الكفار لقوله تعالى (ويجادل الذين كفروا بالباطل) وقيل هي على العموم وهذا أصح أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن إسماعيل أنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أنبأنا علي بن الحسين أن الحسين بن علي أخبره أن عليا أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال \ ألا تصليان قلت يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) 55 قوله عز وجل (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى) القرآن والإسلام والبيان من الله عز وجل وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم (ويستغفر ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين) يعني سنتنا في إهلاكهم إن لم يؤمنوا وقيل إلا طلب أن تأتيهم سنة الأولين من معاينة العذاب كما قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (أو يأتيهم العذاب قبلا) قال ابن
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»