تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٦
سورة الكهف من الآية 49 وحتى الآية 51 49 قوله تعالى (ووضع الكتاب) يعني كتاب أعمال العباد يوضع في أيدي الناس في أيمانهم وشمائلهم وقيل معناه يوضع بين يدي الله تعالى (فترى المجرمين مشفقين) خائفين (مما فيه) من الأعمال السيئة (ويقولون) إذا رأوها (يا وليتنا) يا هلاكنا والويل الهلكة وكل من وقع في هلكة دعا بالويل ومعنى النداء تنبيه المخاطبين (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة) من ذنوبنا قال ابن عباس الصغيرة التبسم والكبيرة القهقهة وقال سعيد بن جبير الصغيرة اللمم واللمس والقبلة والكبيرة الزنا (إلا أحصاها) عددها قال السدي كتبها أثبتها قال مقاتل بن حيان حفظها أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنبأنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو بن بسطام أنبأنا الحسن أحمد بن يسار القرشي ثنا يوسف بن عدي المصري ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض عن أبي حازم قال لا أعلمه إلا عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب مثل قوم نزلوا بطن واد فجاء هذا بعود وجاء هذا بعود وجاء هذا بعود فأنضجوا خبزهم وإن محقرات الذنوب لموبقات \ قوله تعالى (ووجدوا ما عملوا حاضرا) مكتوبا مثبتا في كتابهم (ولا يظلم ربك أحدا) أي لا ينقص ثواب أحد عمل خيرا وقال الضحاك لا يؤاخذ أحدا بجرم لم يعمله وقال عبد الله بن قيس يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما العرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ورفعه بعضهم عن أبي موسى 50 قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) يقول واذكر يا محمد إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (فسجدوا إلا إبليس كان من الجن) قال ابن عباس كان من حي من الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم وقال الحسن كان من الجن ولم يكن من الملائكة فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس (ففسق) أي خرج (عن أمر ربه) عن طاعة ربه (أفتتخذونه) يعني بابني آدم (وذريته أولياء من دوني وهو لكم عدو) أي أعداء روى مجاهد عن الشعبي قال إني لقاعد يوما
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»