سورة الكهف من الآية 22 وحتى الآية 25 إنا من القليل كانوا سبعة وقال محمد بن إسحاق كانوا ثمانية قرأ (وثامنهم كلبهم) أي حافظهم والصحيح هو الأول وروي عن ابن عباس أنه قال هم مكلمينا وتمليخا ومرطونس وبينونس وسارينونس وذا نوانس وكشفيططنوس وهو الراعي والكلب قطمير (فلا تمار فيهم) أي لا تجادل ولا تقل في عددهم وشأنهم (إلا مراء ظاهرا) إلا بظاهر ما قصصنا عليك يقول يحسبك ما قصت عليك فلا تزد عليه وقف عنده (ولا تستفت فيهم منهم) من أهل الكتاب (أحدا) أي لا ترجع إلى قولهم بعد أن أخبرناك 23 (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا) 24 (إلا أن لا يشاء الله) يعني إذا عزمت على أن تفعل غدا شيئا فلا تقعل أفعل غدا حتى تقول إن شاء الله وذلك أن أهل مكة سألوه عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين فقال أخبركم غدا ولم يقل إن شاء الله فلبث الوحي أياما ثم نزلت هذه الآية (واذكر ربك إذا نسيت) قال ابن عباس ومجاهد والحسن معناه إذا نسيب الاستثناء ثم ذكرت فاستثن وجوز ابن عباس الاستثناء المنقطع وإن كان إلى سنة وجوزه الحسن ما دام في المجلس وجوزه بعضهم إذا قرب الزمان فإن بعد (فلا) يصح ولم يجوزه جماعة حتى يكون الكلام متصلا بالكلام وقال عكرمة معنى الآية واذكر ربك إذا غضبت وقال وهب مكتوب في الإنجيل ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب وقال الضحاك والسدي هذا في الصلاة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا الحسن بن أحمد المخلدي ثنا عبد الواحد أبو العباس السراج ثنا قتيبة ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم \ من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها (وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب منهذا رشدا) أي يثبتني على طريق هو أقرب إليه وأرشد وقيل أمر الله نبيه أن يذكره إذا نسي شيئا ويسأله أن يهديه لما هو خير له من ذكر ما نسيه ويقال هو أن القوم لما سألوه عن قصة أصحاب الكهف على وجه العناد أمره الله عز وجل أن يخبرهم أن الله سيؤتيه من الحجج على صحة نبوته ما هو أدل لهم من قصة أصحاب الكهف وقد فعل حيث أتاه من علم الغيب حال المرسلين ما كان أوضح لهم في الحجة وأقرب إلى الرشد من خبر أصحاب الكهف وقال بعضهم هذا شيء أمر أن يقوله مع قوله إن شاء الله إذا ذكر الاستثناء بعد النسيان وإذا نسي الإنسان إن شاء الله فتوبته من ذلك أن يقول عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 25 قوله عز وجل (ولبثوا في كهفهم) يعني أصحاب الكهف قال بعضهم هذا خبر عن أهل الكتاب
(١٥٧)