تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٤
سورة الكهف من الآية 45 وحتى الآية 48 الحق لله) وقرأ الآخرون بالجر على صفة الله كقوله تعالى (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) (هو خير ثوابا) أفضل جزاء لأهل طاعته لو كان غيره يثيب (وخير عقبا) أي عاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره فهو خير إثابة وعاقبة طاعة قرأ حمزة وعاصم (عقبا) ساكنة القاف وقرأ الآخرون بضمها 45 قوله تعالى (واضرب لهم) يا محمد أي لقومك (مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء) يعني المطر (فاختلط به نبات الأرض) خرج منه كل لون وزهرة (فأصبح) عن قريب (هشيما) يابسا قال ابن عباس وقال الضحاك كسيرا والهشيم ما يبس وتفتت من النباتات فأصبح هشيما (تذروه الرياح) قال ابن عباس تفرقه الرياح وقال أبو عبيدة مثله وقال القتيبي تنسفه (وكان الله على كل شيء مقتدرا) قادرا 46 (المال والبنون) التي يفتخر بها عتبة وأصحابه الأغنياء (زينة الحياة الدنيا) ليست من زاد الآخرة قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه المال والبنون حرث الدنيا والأعمال الصالحة حرث الآخرة وقد يجمعها الله لأقوام (والباقيات الصالحات) اختلفوا فيها فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد هي قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ أفضل الكلام أربع كلمات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر \ أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الحنفي أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن الحيري أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار أنبأنا حميد بن زنجويه ثنا عثمان عن أبي صالح ثنا أبو لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال \ استكثروا من الباقيات الصالحات \ قيل
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»