سورة الكهف من الآية 15 وحتى الآية 17 قوله (أحصى لما لبثوا) حفظ لما مكثوا في كهفهم نياما أمدا أي غاية وقال مجاهد عددا ونصبه على التفسير 13 (نحن نقص عليك) نقرأ عليك (نبأهم) خبر أصحاب الكهف (بالحق) بالصدق (إنهم فتية) شبان (آمنوا بربهم وزدناهم هدى) إيمانا وبصيرة 14 (وربطنا) شددنا (على قلوبهم) بالصبر والتثبيت وقويناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من خفض العيش وفروا بدينهم إلى الكهف (إذ قاموا) بين يدي دقيانوس حين عاتبهم على ترك عبادة الصنم (فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها) قالوا ذلك لأن قومهم كانوا يعبدون الأوثان (لقد قلنا إذا شططا) يعني إن دعونا غير الله لقد قلنا إذا شططا قال ابن عباس جورا وقال قتادة كذبا وأصل الشطط والإشطاط مجاوزة القدر والإفراط 15 (هؤلاء قومنا) يعني أهل بلدهم (اتخذوا من دونه) أي من دون الله (آلهة) يعني الأصنام يعبدونها (لولا) أي هلا (يأتون عليهم) أي على عبادتهم (بسلطان بين) بحجة واضحة (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) وزعم أن له شريكا أو ولدا 16 ثم قال بعضهم لبعض (وإذ اعتزلتموهم) يعني قومكم (وما تعبدون إلا الله) قرأ ابن مسعود (وما يعبدون من دون الله) وأما القراءة المعروفة فمعناها أنهم كانوا يعبدون الله ويعبدون معه الأوثان يقول إذ اعتزلتموهم وجميع ما يعبدون إلا الله فإنكم لم تعتزلوا (فأووا إلى الكهف) فالجأوا إليه (ينشر لكم) يبسط لكم (ربكم من رحمته ويهيىء لكم) يسهل لكم (من أمركم مرفقا) أي ما يعود إليه يسركم ورفقكم قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر (مرفقا) بفتح الميم وكسر الفاء وقرأ الآخرون بكسر الميم وفتح الفاء ومعناهما واحد وهو ما يرتفق به الإنسان 17 قوله تعالى (وترى الشمس إذا طلعت تزاور) قرأ ابن عامر ويعقوب بسكون الزاي وتشديد الراء على وزن تحمر وقرأ أهل الكوفة بفتح الزاي خفيفة وألف بعها وقرأ الآخرون بتشديد الزاي وكلها بمعنى واحد أي تميل وتعدل (عن كهفهم ذات اليمين) أي جانب اليمين (وإذا غربت تقرضهم) أي تتركهم وتعدل عنهم (ذات الشمال) أصل القرض القطع (وهم في فجوة
(١٥٣)