تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٢٤
سورة الإسراء من الآية 65 وحتى الآية 69 كل مسكر قال وما حبالي قال النساء قال وما أذاني قال المزامير قوله عز وجل (وعدهم) أي خذ منهم الجميل في طاعتك وقيل قل لهم لا جنة ولا نار ولا بعث (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) والغرور تزيين الباطل بما يظن أنه حق فإن قيل كيف ذكر الله هذه الأشياء وهو يقول (إن الله لا يأمر بالفحشاء) قيل هذا على طريق التهديد كقوله تعالى (اعملوا ما شئتم) وكقول القائل افعل ما شئت فسترى 65 قوله (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) أي حافظا ومن يوكل الأمر إليه 66 قوله عز وجل (ربكم الذي يزجي لكم الفلك) أي يسوق ويجري لكم الفلك (في البحر لتبتغوا من فضله) لتطلبوا من رزقه (إنه كان بكم رحيما) 67 (وإذا مسكم الضر) الشدة وخوف الغرق (في البحر ضل) أي بطل وسقط (من تدعون) من الآلهة (إلا إياه) إلا الله فلم تجدوا مغيثا سواه (فلما نجاكم) أجاب دعاءكم وأنجاكم من هول البحر وأخرجكم (إلى البر أعرضتم) عن الإيمان والإخلاص والطاعة كفرا منكم لنعمه (وكان الإنسان كفورا) 68 (أفأمنتم) بعد ذلك (أن يخسف بكم) يغور بكم (جانب البر) ناحية البر وهي الأرض (أو يرسل عليكم حاصبا) أي يمطر عليكم حجارة من السماء كما أمطر على قوم لوط وقال أبو عبيدة والقتيبي الحاصب الريح التي ترمي بالحصباء وهي الحصا الصغار (ثم لا تجدوا لكم وكيلا) قال قتادة مانعا 69 (أم أمنتم أن يعيدكم فيه) يعني في البحر (تارة) مرة (أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح) قال ابن عباس أي عاصفا وهي الريح الشديدة وقال أبو عبيدة هي الريح التي تقصف كل
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»