سورة الإسراء من الآية 70 وحتى الآية 71 شيء أي تدقه وتحطمه وقال القتيبي هي التي تقصف الشجر أي تكسره (فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا) ناصرا ولا ثائرا وتبيع بمعنى تابع أي تابعا مطالبا بالثأر وقيل من يتبعنا بالإنكار قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أن نخسف ونرسل ونعيدكم فنرسل فنغرقكم) بالنون فيهن لقوله (علينا) وقرأ الآخرون بالياء لقوله (إلا إياه) وقرأ أبو جعفر ويعقوب (فنغرقكم) بالتاء يعني الريح 70 قوله عز وجل (ولقد كرمنا بني آدم) روي عن ابن عباس أنه قال هو أنهم يأكلون بالأيدي وغير الآدمي يأكل بفيه من الأرض وروي عنه أنه قال بالعقل وقال الضحاك بالنطق وقال عطاء بتعديل القامة وامتدادها والدواب منكبة على وجوهها وقيل يحسن الصورة وقيل الرجال باللحى والنساء بالذوائب وقيل بأن سخر لهم سائر الأشياء وقيل بأن منهم خير أمة أخرجت للناس (وحملناهم في البر والبحر) أي حملناهم في البر على الدواب وفي البحر على السفن (ورزقناهم من الطيبات) يعني لذيذ المطاعم والمشارب قال مقاتل السمن والزبد والتمر والحلوى وجعل رزق غيرهم ما لا يخفى (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) وظاهر الآية أنه فضلهم على كثير ممن خلقهم لا على الكل وقال قوم فضلوا على جميع الخلق إلا على الملائكة وقال الكلبي فضلوا على الخلائق كلهم إلا على طائفة من الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وأشباههم وفي تفضيل الملائكة على البشر اختلاف فقال قوم فضلوا على جميع الخلق وعلى الملائكة كلهم وقد يوضع الأكثر موضع الكل كما قال تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين) إلى قوله تعالى (وأكثرهم كاذبون) أي كلهم وفي الحديث عن جابر يرفعه قال لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال تعالى لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان والأولى أن يقال عوام المؤمنين أفضل من عوام الملائكة وخواص المؤمنين أفضل من خواص الملائكة قال الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) وروى عن أبي هريرة أنه قال المؤمن من أفضل وأكرم على الله من الملائكة الذين عنده 71 قوله تعالى (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) قال مجاهد وقتادة بنبيهم وقال أبو صالح والضحاك بكتابهم الذي أنزل عليهم وقال الحسن وأبو العالية بأعمالهم وقال قتادة أيضا بكتابهم
(١٢٥)