الخلق إلى الله عز وجل اليوم عند الحجب السبعين وأقرب إلى الله يوم القيامة وهو ممن يشفع لأهل التوحيد ولولا أن بينه وبين الملائكة سترا من نور لاحترق أهل السماوات من نوره وقيل الروح هو القرآن وقيل المراد منه عيسى عليه السلام فإنه روح الله وكلمه ومعناه أنه ليس كما يقوله اليهود ولا كما يقوله النصارى وقال قوم هو الروح المركب في الخلق الذي يحيل به الإنسان وهو الأصح وتكلم فيه قوم فقال بعضهم هو الدم ألا ترى أن الحيوان إذا مات لا يفوت منه شيء إلا الدم وقال قوم هو نفس الحيوان بدليل أنه يموت باحتباس النفس وقال قوم هو عرض وقال قوم هو جسم لطيف وقال بعضهم الروح معنى اجتمع فيه النور والطيب والعلو والعلم ألا ترى أنه إذا كان موجودا يكون الإنسان موصوفا بجميع هذه الصفات فإذا خرج ذهب الكل وأولى الأقاويل أن يوكل علمه إلى الله عز وجل وهو قول أهل السنة قال عبد الله بن بريدة إن الله لم يطلع على الروح ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا وهو قول أهل السنة قال عبد الله بن بريدة إن الله لم يطلع على الروح ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا وقوله عز وجل (قل الروح من أمر ربي) قيل من علم ربي (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) أي في جنب علم الله قيل هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وقيل خطاب لليهود لأنهم كانوا يقولون أوتينا التوراة وفيها العلم الكثير وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم معنى الروح ولكن لم يخبر به أحدا لأن ترك إخباره به كان علما لنبوته والأول أصح لأن الله عز وجل استأثر بعلمه 86 قوله تعالى (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) يعني القرآن معناه إنا كما منعنا علم الروح عنك وعن غيرك لو شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك يعني القرآن (ثم لا تجد لك به علينا وكيلا) أي من يتوكل برد القرآن إليك 87 (إلا رحمة من ربك) هذا استثناء منقطع معناه ولكن لا نشاء ذلك رحمة من ربك (إن فضله كان عليك كبيرا) فإن قيل كيف يذهب القرآن وهو كلام الله عز وجل قيل المراد منه محوه من المصاحف وإذهاب ما في الصدور وقال عبد الله بن مسعود اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع قيل هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس قال يسرى عليه ليلا فيرفع ما في صدورهم فيصبحون لا يحفظون شيئا ولا يجدون في المصاحف شيئا ثم يفيضون في الشعر وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث نزل له دوي حول العرش كدوي النحل فيقول الرب ما لك وهو أعلم فيقول يا رب أتلى ولا يعمل بي 88 قوله جل وعلا (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) لا يقدرون على ذلك (ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) عونا ومظاهرا نزلت حين قال الكفار لو نشاء لقلنا مثل هذا فكذبهم الله تعالى فالقرآن معجز في النظم والتأليف والإخبار عن الغيوب وهو كلام في أعلى طبقات المبالغة لا يشبه كلام الخلق لأنه غير مخلوق ولو كان مخلوقا لأتوا بمثله
(١٣٥)