تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١١٩
سورة الإسراء من الآية 51 وحتى الآية 54 لأميتنكم ولأبعثنكم (فسيقولون من يعيدنا) من يبعثنا بعد الموت (قل الذي فطركم) خلقكم (أول مرة) ومن قدر على الإنشاء قدر على الإعادة (فسينغضون إليك رؤوسهم) أي يحركونها إذا قلت لهم ذلك مستهزئين بها (ويقولون متى هو) أي البعث والقيامة (قل عسى أن يكون قريبا) أي هو قريب لأن عسى من الله واجب نظيره قوله تعالى (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) 52 (يوم يدعوكم) من قبوركم إلى موقف القيامة (فتستجيبون بحمده) قال ابن عباس بأمره وقال قتادة بطاعته وقيل مقرين بأنه خالقهم وباعثهم ويحمدونه حتى لا ينفعهم الحمد قيل هذا خطاب مع المؤمنين فإنهم يبعثون حامدين (وتظنون إن لبثتم) في الدنيا أو في القبور (إلا قليلا) لأن الإنسان لو مكث ألوفا من السنين في الدنيا أو في القبور عد ذلك قليلا في مدة القيامة والخلود قال قتادة يستحرقون مدة الدنيا في جنب القيامة 53 قوله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) قال الكلبي كان المشركون يؤذون المسلمين فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (وقل لعبادي يقولوا) للكافرين (التي هي أحسن) ولا يكافؤهم بسفههم قال الحسن يقول له يهديك الله وكان هذا قبل الإذن في الجهاد والقتال وقيل نزلت في عمر بن الخطاب شتمه بعض الكفار فأمره الله بالعفو وقيل أمر الله المؤمنين بأن يقولوا ويفعلوا التي هي أحسن أي الخلة التي هي أحسن وقيل الأحسن كلمة الإخلاص لا إله إلا الله (إن الشيطان ينزع بينهم) أي يفسد ويلقي العداوة بينهم (إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) ظاهره العداوة 54 (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم) يوفقكم فتؤمنوا (أو إن يشأ يعذبكم) يميتكم على الشرك فتعذبوا قال ابن جريج وقال الكلبي إن يشأ يرحمكم فينجيكم من أهل مكة وإن يشأ يعذبكم فيسلطهم عليكم (وما أرسلناك عليهم وكيلا) حفيظا وكفيلا قيل نسختها آية القتال 55 (وربك أعلم بمن في السماوات والأرض) أي ربك العالم بمن في السماوات والأرض فجعلهم مختلفين في صورهم وأخلاقهم وأحوالهم وملكهم (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) قيل جعل
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»