سورة الإسراء من الآية 60 وحتى الآية 62 الأجل فصده المشركون فرجع إلى المدينة وكان رجوعه في ذلك العام بعدما أخبر أنه يدخلها فكان رجوعه فتنة لبعضهم حتى دخلها في العام المقبل فأنزل الله تعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) (والشجرة الملعونة في القرآن) يعني شجرة الزقوم مجازة والشجرة الملعونة المذكورة في القرآن والعرب تقول لكل طعام كريه طعام ملعون وقيل معناه الملعون أكلها ونصب بالشجرة عطفا على الرؤيا أي وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة إلا فتنة للناس فكانت الفتنة في الرؤيا ما ذكرنا والفتنة في الشجرة الملعونة من وجهين أحدهما أن أبا جهل قال إن ابن أبي كبشة يوعدكم بنار تحرق الحجارة ثم يزعم أنه ينبت فيها شجرة وتعلمون أن النار تحرق الشجرة والثاني أن عبد الله بن الزبعري قال إن محمدا يخوفنا بالزقوم ولا نعرف الزقوم إلا الزبد والتمر وقال أبو جهل يا جارية تعالي فزقمينا فأتت بالتمر والزبد فقال يا قوم تزقموا فإن هذا ما يخوفكم به محمد فوصفها الله تعالى في الصافات وقيل الشجرة الملعونة هي التي تلتوي على الشجر فتخنقه يعني الكشوث (وتخوفهم فما يزيدهم) التخويف (إلا طغيانا كبيرا) أي تمردا وعتوا عظيما في قوله عز وجل 61 (وإذا قلنا للملائكة اسجدو لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا) أي خلقته من طين أنا جئت به وذلك ما روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الله تعالى بعث إبليس حتى أخذ كفا من تراب الأرض من عذبها ومالحها فخلق منه آدم فمن خلقه من العذب فهو سعيد وإن كان ابن كافرين ومن خلقه من الملح فهو شقي وإن كان ابن نبي 62 (قال) يعني إبليس (أرأيتك) أي أخبرني والكاف لتأكيد المخاطبة (هذا الذي كرمت علي) أي فضلته علي (لئن أخرتن) أمهلتني (إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته) أي لأستأصلنهم بالإضلال يقال احتنك الجراد الزرع إذا أكله كله وقيل هو من قول العرب حنك الدابة يحنك إذا شد في حنكها الأسفل حبلا يقودها لأي لأقودنهم كيف شئت وقيل لأستولين عليهم بالإغواء (إلا قليلا) يعني المعصومين الذين استثناهم الله عز وجل في قوله (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) 63 (قال) الله (اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم) أي جزاءك وجزاء اتباعك (جزاء موفورا) وافرا مكملا يقال وفرته أوفره وفرا
(١٢٢)