سورة الإسراء من الآية 72 وحتى الآية 76 الذي فيه أعمالهم بدليل سياق الآية (فمن أوتي كتابه بيمينه) ويسمي الكتاب إماما كما قال عز وجل (وكل شيء أحصناه في إمام مبين) وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما بإمام زمانهم الذي دعاهم في الدنيا إلى ضلالة أو هدى قال الله تعالى (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) وقال (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) وقيل بمعبودهم وعن سعيد بن المسيب قال كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر وقال محمد بن كعب (بإمامهم) قيل يعني بأمهاتهم وفيه ثلاثة أوجه من الحكمة أحدها لأجل عيسى عليه السلام والثاني لشرف الحسن والحسين والثالث لئلا يفتضح أولاد الزنا (فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا) أي لا ينقص من حقهم قدر فتيل 72 (ومن كان في هذه أعمى) اختلفوا في هذه الإشارة فقال قوم هي راجعة إلى النعم التي عددها الله تعالى في هذه الآيات من قوله (ربكم الذي يزجي لكم الفلك) إلى قوله (تفضيلا) يقول من كان منكم في هذه النعم التي قد عاين أعمى (فهو في) أمر (الآخرة) التي لم يعاين ولم ير (أعمى وأضل سبيلا) يروى هذا عن ابن عباس وقال الآخرون هي راجعة إلى الدنيا يقول من كان في هذه الدنيا أعمى القلب عن رؤية قدرة الله وآياته ورؤية الحق فهو في الآخرة أعمى أي أشد عمى وأضل سبيلا أي أخطأ طريقا وقيل من كان في هذه الدنيا أعمى عن الاعتبار فهو في الآخرة أعمى عن الاعتذار وقال الحسن من كان في هذه الدنيا ضالا كافرا فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا لأنه في الدنيا تقبل توبته وفي الآخرة لا تقبل توبته وأمال بعض القراء هذين الحرفين وفتحهما بعضهم وكان أبو عمرو يكسر الأول ويفتح الثاني فهو في الآخرة أشد عمى لقوله (وأضل سبيلا) 73 قوله عز وجل (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) الآية اختلفوا في سبب نزولها قال سعيد بن جبير كان النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر الأسود فمنعه قريش وقالوا لا ندعك حتى تلم بآلهتنا وتمسها فحدث نفسه ما علي أن أفعل ذلك والله تعالى يعلم أني لها كاره بعد أن يدعوني حتى أستلم الحجر الأسود وقيل طلبوا منه أن يمس آلهتهم حتى يسلموا ويتبعوه فحدث نفسه بذلك فأنزل الله هذه الآية قال ابن عباس قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نبايعك على أن تعطينا ثلاث خصال قال
(١٢٦)