تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٨
القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أن عبد الرزاق أن معمر عن همام بن منبه ثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. قوله تعالى: (فلاتك في مرية منه) أي: في شك منه (إن ه الحق م ن ر ب ك ولكن أكثر الناس ر يؤمن ون). سورة هود آية (18 20) (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) فزعم أن له ولدا أو شريكأ أي: لا أحد أظلم منه (أولئك) يعني: الكاذبين والمكذبين (ي عرض ون على رب هم) فيسألهم عن أعمالهم (ويقول الأشهاد) يعني: الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم قال مجاهد. وعن ابن عباس رضي الله عنهما. إنهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهو قول الضحاك. وقال قتادة الخلائق كلهم. وروينا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه ك ن ف ه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: سترتها عليك في الدنيا وأن أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادي بهم على رؤس الخلائق (هؤلاء الذين ك ذ ب وا على رب هم ألا ل عنة الله على الظالمين). (الذين يصد ون ع ن سبيل الله) يمنعون عن دين الله (ويبغونها ع و جا وهم بالآخرة هم كافرون). (أولئك يصد ون ع ن سبيل الله) قال ابن عباس: سابقين. قال قتادة: هاربين. وقال مقاتل: فائتين. (في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء) يعني أنصارا وأعوانا يحفظونهم من عذابنا (ي ضاعف لهم العذاب) أي: يزاد في عذابهم. قيل: يضاعف العذاب عليهم لإضلالهم الغير واقتداء الاتباع بهم. قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب: (ي ضع ف) مشددة العين بغير ألف. وقرأ الباقون: (يضاعف) بالألف مخففة العين. (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا ي بص ر ون) الهدى. قال قتادة: ص م عن سماع الحق فلا يسمعونه وما كانوا يبصرون الهدى. قال ابن عباس رضي اله عنهما: أخبر الله عز وجل أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا والآخرة أما في الدنيا قال: ما كانوا يستطيعون السمع وهو طاعته وفي الآخرة قال: فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»