تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٧
[سورة هود آية 16 17] (أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا الن ار و ح ب ط ما صن ع وا فيها) أي: في الدنيا (وباطل) ما حق (ما كانوا ي ع م لون) اختلفوا في المعنى في هذه الآية فقال المجاهد: أهل الرياء. وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر قال: الرياء. وقيل: هذا في الكفار وأما المؤمن فيريد الدنيا والآخرة وإرادته الآخرة غالبة فيجازي بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وروينا عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل لأي يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزي به في الآخرة وأم ا الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى به خيرا. قوله تعالى: (أفمن كان على بينة) بيان (من رب ه) قيل في الآية حذف ومعناه: أفمن كان على بينة من ربه كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها أو من كان على بينة من ربه كمن هو في الضلالة والجهالة والمراد بالذي هو على بينة من ربه النبي صلى الله عليه وسلم (ويتلوه شاهد منه) أي: يتبعه من يشهد له بصدقة. واختلفوا في هذا الشاهد فقال ابن عباس وعلقمة وإبراهيم ومجاهد عكرمة والضحاك وأكثر أهل التفسير: إنه جبريل عليه وسلم. وقال الحسن وقتادة: هو لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى ابن جريح عن مجاهد قال: هو ملك يحفظه ويسدده. وقال الحسين بن الفضل: هو القرآن ونظم وإعجازه. وقيل: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال علي: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من القرآن فقال له رجل: وأنت أي شيء نزل فيك قال: (ويتلوه شاهد منه). وقيل: شاهد منه هو الإنجيل. (وم ن قبل ه) أي: ومن قلب مجيء محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: من قبل نزول القرآن. (كتاب موسى) أي: كان كتاب موسى (وإماما ورحمة) لمن اتبعها يعني التوراة وهي مصدقة للقرآن شاهدة للنبي صلى الله عليه وسلم (أولئك ي ؤمن ون به) يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: أراد الذين أسلموا من أهل الكتاب (وم ن يكفر به) أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: بالقرآن (م ن الأحزاب) من الكفار من أهل الملل كلها (فالنار موع د ه) أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أبا أبو طاهر الزيادي أنا محمد بن الحسين
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»