تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٠
سورة هود (آية 27 30) (فقال الملأ الذين كفروا من قومه): والملأ هم الأشراف والرؤساء. (وما ن ر أك) يا نوح (إلا بشرا) آدميا (م ث لنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذ ل ن ا) س فل تنا والرذل: الدون من كل شيء والجمع: أرذل ثم يجمع أراذل مثل كلب وأكلب وأكالب وقال في سورة الشعراء (واتبعك الأرذلون) يعني: السفلة. وقال عكرمة: الحاكة والأساكفة (بادي الرأي) قرأ أبو عمرو (بادئ) بالهمز أي: أول الرأي يريدون أنهم اتبعوك في أول الرأي من غير روية وتفكر ولو تفكروا ولم يتبعوك. وقرأ الآخرون بغير همز أي ظاهر الرأي من قولهم: بدأ الشيء إذا ظهر معناه اتبعوك ظاهرا من غير أن يتدبروا ويتفكروا باطنا. قال مجاهد: رأي العين (وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين). (قال) نوح (يا قوم أرأيت م إن ك ن ت على بينة) بيان (م ن ر ب ي وآتاني رحمة) أي: هدى ومعرفة (من عنده فع م ي ت عليك م) أي: خفيت والتبست عليكم. وقرأ حمزة والكسائي وحفص: (فع م يت) عليكم بضم العين وتشديد الميم أي: شبهت ولبست عليكم. (أن ل ز م ك م و أي: أنلزمكم البينة والرحمة (وأنتم لها كارهون) لا تريدونها. قال قتادة: لو قدر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يلزموا قوم هم لألزموا ولكن لم يقدروا. قوله: (ويا قوم لا أسأل ك م عليه مالا) أي: على الوحي وتبليغ الرسالة كناية عن غير مذكور (إن أجري) وما ثوابي (إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا) هذا دليل على أنهم طلبوا منه طرد المؤمنين (إنهم م لاق وا ربهم) أي: صائرونإلى ربهم في المعاد فيجزي من طردهم (ولكني أراكم قوما تجهلون). (ويا قوم من ينصرني من الله) من يمنعني من عذاب الله (إن طردتهم أفلا تذكرون) تتعظون
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»