تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٥٥
ومجاهد والضحاك والسدي يقال تريش الرجل إذا تمول وقيل الريش الجمال أي ما تتجملون به من الثياب وقيل هو اللباس (ولباس التقوى ذلك خير) قرأ أهل المدينة وابن عامر والكسائي (ولباس) بنصب السين عطفا على قوله (لباسا) وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء وخبره (خير) وجعلوا (ذلك) صلة في الكلام ولذلك قرأ ابن مسعود وأبي بن كعب (ولباس التقوى خير) واختلفوا في (لباس التقوى) قال قتادة والسدي التقوى هو الإيمان وقال الحسن هو الحياء لأنه يبعث على لاتقوى وقال عطاء عن ابن عباس هو العمل الصالح وعن عثمان بن عفان أنه هو السمت الحسن وقال عروة بن الزبير لباس التقوى خشية الله وقال الكلبي هو الففاف والمعنى لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به مما خلق له من اللباس للتجمل وقال ابن الأنباري لباس التقوى هو اللباس الأول وإنما أعاده إخبارا أن ستر العورة خير من التعري في الطواف وقا زيد بن علي لباس التقوى الآلات التي يتقى بها في الحرب كالدرع والمغفر والساعد والساق وقيل لباس التقوى هو الصوف والثياب الخشنة التي يلبسها أهل الورع (ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون) سورة الأعراف (27 28) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان) لا يضلنكم الشيطان (كما أخرج أبويكم) أي فتن أبويكم آدم وحواء فأخرجهما (من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما) أي ليرى كل واحد سوأة الآخر (إنه يراكم) يعني أن الشيطان يراكم يا بني آدم (هو وقبيله) جنوده قال ابن عباس هو وولده وقال قتادة قبيلة الجن والشياطين (من حيث لا ترونهم) قال مالك بن دينار إن عدوا يراك ولا تراه لشديد المؤنة إلا من عصم الله (إنا جعلنا الشياطين أولياء) قرناء وأعوانا (للذين لا يؤمنون) قال الزجاج سلطانهم عليهم يزيدون في غيهم كما قال (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) (وإذا فعلوا فاحشة) قال ابن عباس ومجاهد هي طوافهم بالبيت عراة قال عطاء الشرك والفاحشة اسم لكل فعل قبيح بلغ النهاية في القبح (قالوا وجدنا عليهم آباءنا) وفيه اضمار معناه وإذا فعلوا فاحشة فنهوا عنها قالوا وجدنا عليها آباءنا وإذا قيل ومن أين أخذ آباؤكم قالوا (والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون)
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»