تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
العيون قال عطية عن ابن عباس كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسود قال الله تعالى (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) وقال سعيد بن جبير ومجاهد ما سبق لهم من الشقاوة والسعادة وقال ابن عباس وقتادة والضحاك يعني أعمالهم التي عملوها وكتب عليهم من خير وشر يجري عليها وقال محمد بن كعب القرظي ما كتب لهم من الأرزاق والأعمال فإذا فنيت (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم) يقبضون أرواحهم يعني ملك الموت وأعوانه (قالوا) يعني يقول الرسل للكفار (أينما كنتم تدعون) تعبدون (من دون الله) سؤال تبكيت وتقريع (قالوا ضلوا عنا) بطلوا وذهبوا عنا (وشهدوا على أنفسهم) اعترفوا عند معاينة الموت (أنهم كانوا كافرين) سورة الأعراف (38 39) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (قال ادخلوا في أمم) يعني يقول الله لهم يوم القيامة ادخلوا في أمم أي مع جماعات (قد خلت) مضت (من قبلكم من الجن والإنس في النار) يعني كفار الأمم الخالية) كما دخلت أمة لعنت أختها) يريد أختها في الدين لا في النسب فتلعن اليهود اليهود والنصارى النصارى وكل فرقة تلعن أختها ويلعن الأتباع القادة ولم يقل أخاها لأنه عني الأمة والجماعة (حتى إذا اداركوا فيها) أي تداركوا وتلاحقوا واجتمعوا في النار (جميعا قالت أخراهم) قال مقاتل يعني أخراهم دخولا النار وهم الاتباع (لأولاهم) أي لأولاهم دخولا وهم القادة لأن القادة يدخلون النار أولا وقال ابن عباس يعني آخر كل أمة لأولاها وقال السدي أهل الزمان لأولاهم الذين شرعوا لهم ذلك الدين (ربنا هؤلاء) الذين (أضلونا) عن الهدى يعني القادة (فآتهم عذابا ضعفا من النار) أي ضعف عليهم العذاب (قال) الله تعالى (لكل ضعف) يعني للقادة والأتباع ضعف من العذاب ولكن لا تعلمون ما لكل فريق منكم من العذاب وقرأ أبو بكر (لا يعلمون) بالياء أي لا يعلم الاتباع ما للقادة ولا القادة ما للاتباع (وقالت أولاهم) يعني القادة (لأخراهم) يعني القادة (لأخراهم) للأتباع (فما كان لكم علينا من فضل) لأنكم كفرتم كما كفرنا فنحن وأنتم في الكفر سواء وفي العذاب سواء (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون)
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»