سورة الأعراف (13 17) وهو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والاصرار فأورثه اللعنة والشقاوة ولأن الطين سبب جمع الأشياء والنار سبب تفرقها ولأ التراب سبب الحياة لأ حياة الأشجار والنبات به والنار سبب الهلاك. قوله تعالى قال فاهبط منها أي من الجنة وقيل من السماء وا لأرض وكان له ملك الأرض فأخرجه منه إلى جزائر البحر وعرشه في البحر الأخضر فلا يدخل الأرض إلا خائفا على هيئة السارق مثل شيخ عليه اطمار يروع فيها حتى يخرج منها قوله تعالى فما يكون لك أن تتكبر بمخالفة الأمر فيها أي في الجنة ولا ينبغي أ يسكن الجنة ولا السماء متكبر مخالف لأ / ر الله فأخرج إنك من الصاغرين من الأذلاء والصغار الذل والمهانة قال إبليس عند ذ 1 لك انظرني أخرني فلا تمتني إلأى يوم يبعثون من قبورهم وهو النفخة الآخر عند قيام الساعة أراد الخبيث أ لا يذوق الموت قال الله تعالى إنك من المنظرين المؤخرين وبين مدة النظر والمهلة في موضع آخر فقال إلى يوم الوقت المعلوم وهو النفخة الأولى حين يموت الخلق كلهم فال فبما أغويتني اختلفوا في ما قيل هو استفهام يعني فبأي شئ أغويتني ثم ابتدأ فقال لأقعدن لهم وقيل هو ما الجزاء أي لأجل أنك أإويتني أقعدن لهم وقيل هو ما المصدر موضع القسم تقديره فباغوائك إياي لأقعدن لهم كقوله بما غفر ربي يعني بغفران ربي والمعنى بقدرتك علي ونفاذ سلطانك وقال ابن الأنباري أي فيما أوقعت في قلبي من الغي الذي كان سبب هبوطي من السماء أإويتني أي أضللتني عن الهدى وقيل أ لكتني وقيل خيبتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم أي لأجلسن لبني آدم على طريقك القويم وهو الإسلام ثم لأتينهم من بين أيديهم قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من بين أيديهم أي من قبل الآخرة فاشككهم فيها ومن خلفهم أرغبهم في دنياهم وعنم أيمانهم أشبه عليهم أمر
(١٥١)