تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٥٨
يعني الذنب والمعصية وقال الضحاك الذنب الذي لا حد فيه قال الحسن الإثم الخمر قال الشاعر (شربت الإثم حتى ضل عقلي كذلك الإثم يذهب بالعقول) (والبغي) الظلم والكبر (بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا) حجة وبرهانا (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) في تحريم الحرث والأنعام في قول مقاتل وقال غيره هو عام في تحريم القول في الدين من غير يقين سورة الأعراف (34 37) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (ولكل أمة أجل) مدة وأكل وشرب وقال ابن عباس وعطاء والحسن يعني وقتا لنزول العذاب بهم (فإذا جاء أجلهم) وانقطع أكلهم (لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) أي لا يتقدمون وذلك حين سألوا العذاب فأنزل الله هذه الآية قوله تعالى (يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم) أي إن يأتكم قيل أراد جميع الرسل وقال مقاتل أراد بقوله (يا بني آدم) مشركي العرب وبالرسل محمدا صلى الله عليه وسلم وحده (يقصون عليكم آياتي) قال ابن عباس فرائضي وأحكامي (فمن اتقى وأصلح) أي اتقى الشرك وأصلح عمله وقيل أخلص ما بينه وبين ربه (فلا خوف عليهم) إذا خاف الناس (ولا هم يحزنون) أي إذا حزنوا (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها) تكبروا عن الإيمان بها ذكر الاستكبار لأن كل مكذب وكافر متكبر قال الله تعالى (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) قوله تعالى (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) جعل له شريكا (أو كذب بآياته) القرآن (أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب) نصيبهم أي حظهم مما كتب لهم في اللوح المحفوظ واختلفوا فيه قال الحسن والسدي ما كتب لهم من العذاب وقضى عليهم من سواد الوجوه وزرقة
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»