سورة يوسف من الآية 93 وحتى الآية 95 اليوم (يغفر الله لكم وهو أحسن الراحمين) فلما عرفهم يوسف نفسه سألهم عن أبيه فقال ما فعل أبي بعدي قالوا ذهبت عيناه من البكاء فأعطاهم قميصه ثم قال 93 (اذهبوا بقميصي هذا فألوه على وجه أبي يأت بصيرا) أي يعد مبصرا وقيل بصيرا لأنه كان ذلك القميص من نسج الجنة وعن مجاهد قال أمره جبريل أن يرسل إليه قميصه وكان ذلك القميص قميص إبراهيم عليه السلام وذلك أنه جرد من ثيابه وألقي في النار عريانا فأتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه فكان ذلك القميص عند إبراهيم عليه السلام فلما مات ورثه إسحاق فلما مات ورثه يعقوب فلما شب يوسف جعل يعقوب ذلك القميص في قصبة وسد رأسها وعلقها في عنقه لما كان يخاف عليه من العين وكان لا يفارقه فلما ألقي في البئر عريانا جاءه جبريل عليه السلام وعلى يوسف ذلك التعويذ فأخرج القميص منه وألبسه إياه ففي هذا الوقت جاء جبريل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام وقال له أرسل إلى أبيك ذلك القميص فإن فيه ريح الجنة لا يقع على سقيم ولا مبتلي إلا عوفي فدفع يوسف ذلك القميص إلى إخوته وقال ألقوه على وجه أبي يأت بصيرا (وأتوني بأهلكم أجمعين) 94 (ولما فصلت العير) أي خرجت من عريش مصر متوجهة إلى كنعان (قال أبوهم) أي قال يعقوب لولد ولده (إني لأجد ريح يوسف) روي أن ريح الصبا استأذنت ربها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف قبل أن يأتيه البشير قال مجاهد أصاب يعقوب ريح يوسف من مسيرة ثلاثة أيام وحكي عن ابن عباس من مسيرة ثمان ليال وقال الحسن كان بينهما ثمانون فرسخا وقيل هبت ريح الصبا فصفقت القميص فاحتملت ريح القميص إلى يعقوب فوجد ريح الجنة فعلم أن ليس في الأرض من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص فلذلك قال إني لأجد ريح يوسف قبل البشير (لولا أن تفندون) تسفهوني وعن ابن عباس تجهلوني وقال الضحاك تهزموني فتقولون شيخ كبير قد خرف وذهب عقله وقيل تضعفوني وقال أبو عبيدة تضللوني وأصل الفند الفساد 95 (قالوا) يعني أولاد أولاده (تالله إنك لفي ضلالك القديم) لفي خطئك السابق من ذكر ليوسف لا تنساه والضلال هو الذهاب عن الطريق الصواب فإن عندهم أن يوسف قد مات ويرون يعقوب قد لهج بذكره
(٤٤٨)