سورة يوسف (19) فوضع المصدر موضع الاسم وفي القصة إنهم لطخوا القميص بالدم ولم يشقوه فقال يعقوب عليه السلام كيف أكله الذئب ولم يشق قميصه فاتهمهم قال بل سولت زينت لكن أنفسكم أمرا فصبر جميل معناه فأمري صبر جميل أ فعلي صبر جميل وقيل فصبر جميل أختاره والصبر الجميل الذي لا شكوى فيه ولا جزع والله المستعان على ما تصفون أي أستعين بالله على الصبر على ماتكذبون وفي القصة أنهم جاؤوا بذئب وقالوا هذا الذي أكله فقال له يعقوب يا ذئب أنت أ: لت ولدي وثمرة فؤادي فأنطقه الله عز وجل فقال تالله ما رأيت وجه ابنك قط قال كيف وقعت بأرض كنعان قال جئت لصلة قرابة فصادني هؤلاء فمكث يوسف في البشر ثلاثة أيام وجاءت سيارة وهم القوم المسافرون سموا بسيارة لأنهم يسيرون في الأرض كانت رفقة منمدين تريد مصر فأخطأوا الطريق فنزلوا قريبا من الجب وكان الجب في قفر بعيد من العمران والمارة وكان ماؤه صالحا فعذب حين ألقي يوسف عليه السلام فيه فلما نزلوا أرسلوا رجلا من أهل مدين يقال له مالك ابن ذعر لطلب الماء فذلك قوله عز وجل فأرسلوا واردهم والوارد الذييتقدم الرفقة إلى الماء فيهيئ الأرشية والدلاء فأدلى دلوه أي أرسلها في البئر يقال أدليت الدلو إذا أرسلتها في البشر ودلوتها إذا أخرجتها فتعلق يوسف بالحبل فلما خرج إذا هو بغلام أحسن ما يكون قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطي يوسف شطر الحسن ويقال إنه ورث ذلك الجمال من جدته سارة وكانت قد أعطيت سدس الحسن وقال ابن إسحاق ذهب يوسف وأمه بثلثي الحسن فلما رآه مالك بن ذعر قال يا بشرى قرأ الأكثرون هكذا بالألف وفتح الياء والوجه أن بشراي مضافة إلى ياء المتكلم وهومنادى مضاف فموضعه نصب وقرأ الكوفيون يا بشرى بغير ياء الإضافة على فعل وأمال الراء حمزة والكسائي وفتحها عاصم والوجه في إفرادها عن ياء المتكلم هو أن بشرى نكرة ههنا فناداها كما تنادي النكرات نحو قولك يا راجلا ويا راكبا إذا جعلت النداء شائعا فيكون موضعه نصبا مع التنوين إلا أن فعلى لا سبيل إليها للتنوين ويجوز أن تكون بشرى منادى تعرف بالقضد نحو يا رجل يريد نادى المستقي رجلا من أصحابه اسمه بشرى فتكون بشرى في موضع رفع وقيل بشر المستقي أصحابه يقول أبشروا هذا غلام وروى ابن مجاهد عن أبيه أن جدرات البئر كانت تبكي على يوسف حين أخرج منها وأسروه أي أخفوه بضاعة قال مجاهد أسره مالك بن ذعر وأصحابه من التجار الذين معهم وقالوا هذا بضاعة استبضعها بعض أهل الماء إلى مصر خيفة أن يطلبوا نهم فيه المشاركة وقيل أراد أن اخوة يوسف أسروا شأن يوسف وقالوا هذا عبد لنا أبق منا قال الله تعالى والله عليم بما يعملون فأتى يهوذا يوسف بالطعام فلم يجده في البئر فأخبر بذلك اخوته فطلبوه فإذا هم بمالك وأصحابه نزول فأتوهم فإذا هم
(٤١٥)